معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    الفاطميون في مصر

    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    الفاطميون في مصر Empty الفاطميون في مصر

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:39

    الفاطميون في مصر



    بعد نجاح الفاطميين بإقامة دولة علوية إسماعيلية في المغرب، توجهت أنظارهم إلى مصر للعديد من الأسباب :-

    1- موقع مصر الجغرافي المهم .

    2- كانت المدينة المنورة والشام خاضعتين إلى مصر، فمن تخضع له مصر تخضع له المدينة والشام.

    3- كثرة الاضطرابات الداخلية في المغرب خاصة بعد مقتل أبو عبد الله الشيعي.

    كانت المحاولة الأولى لاحتلال مصر سنة 301، أي بعد ثلاث سنوات فقط من قيام دولة الفاطميين في المغرب، حيث أرسل المهدي جيشاً بقيادة ابنه وولي عهده محمد أبي القاسم (القائم بأمر الله)[1] ، و لما علم الخليفة العباسي(( المقتدر بالله 295 – 320 هـ )) بذلك أرسل جيشاً بقيادة مؤنس الخادم، حيث دحر جيش العباسيين جيش الفاطميين [2]، و كانت المحاولة الثانية سنة 306 هـ حيث أرسل المهدي جيشاً أخر بقيادة ابنه غيظا، وأرسل المقتدر مؤنس الخادم بجيش عظيم، حيث أجبر القائم بن المهدي على الهروب إلى المغرب [3]، و في سنة 323 هـ أرسل الفاطـميون حملتهم الــــــثالثــــة إلى مـــصر، و كان والي مصر آنذاك محمد بن طغج[4] الذي أرسل أخواه على رأس جيش كبير لقتال الفاطميين فوقعت عدة معارك، فانهزم الفاطميين إلى المغرب[5].

    و بعدما يئس الخليفة الفاطمي القائم بأمر الله - حيث توفي والده سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة، و أخفى ابنه خبر وفاة والده لمدة سنة كاملة لتدبير الأمور له-[6] من المحاولات العديدة لاحتلال مصر، اتبع سياسة الخديعة والحيلة والمكر، فأرسل إلى الإخشيد محمد بن طغج، كتاباً يستعطفه فيه مرة، و يطعن بالخلافة العباسية مرة أخرى، و يكثر من المديح للإخشيد، ويطعن بالعباسي تارة أخرى ووصفهم بأنهم قوم لا يستحقون الطاعة، ولا التضحية، وأنهم ناكرو الجميل، لذلك فقد رغبه القائم بالخروج على طاعتهم و أطمعه في ملكه العريض، و بعد أن عرض عليه رأيه ترك الخيار له[7].

    لم يكن احتلال بلد مثل مصر بالسهولة، لذا اعتمد معز الدين الله على عمل أجداده من الخلفاء الفاطميين، و أكمل ما بدأ به جده عبد الله ومن ثم القائم والمنصور، وكان هؤلاء يدسون الدعاة للمذهب الفاطمي في صفوف جندهم للاختلاط بالناس[8]، وليعلموهم عقائد المذهب الفاطمي وينشروا الدعوة، فلم يلبث أن صار في مصر قبل غزوها، على أيدي الفاطميين عدد غير قليل من معتنقي المذهب الفاطمي، وكان للمعز العديد من الدعاة في مصر، يقومون باستدعاء الناس في البلد، ويبثون فيهم مبادئ الدعوة الفاطمية ويزينون لهم صورة المعز ويحسنون طاعته، وخلع طاعة العباسيين، ولهذه الطريقة تضاعف أنصار الفاطميين في مصر، و صاروا يراسلون الخليفة المعز، و يوافونه بأخبار البلد أولا بأول وقد كاتب هؤلاء الدعاة المعز وقالوا له :- (( إذا زال الحجر الأسود ملك مولانا المعز لدين الله الأرض كلها، وبيننا وبينكم الحجر الأسود – يعنون كافور الإخشيدي ))[9]، فلما مات كافور أنفذ المعز إلى دعاته بنودا، وقال:(( فرقوها على من يبايع من الجند ))[10]

    و من الجدير بالذكر إن حملات المهدي والقائم على مصر كانت تشن على أساس المراسلات التي كان يبعثها الجواسيس للدولة الفاطمية في مصر إلى المهدي و ابنه القائم من بعده، و كانوا يوعدونه بنصرتهم له، كما كانوا يرسلون له إخبار الفتن والاضطرابات في مصر، ويلاحظ إن حملات الفاطميين كانت دائماً تقوم مع تزامن مع الفتن الداخلية في مصر[11].

    وما إن توفي الإخشيد حتى جهز المعز حملة عظيمة لغزو مصر، وأناط الحملة بغلامه جوهر الصقلي، وجهزه بأربعة وعشرين ألف ألف دينار ومن الخيل والسلاح والعدد ما لا يوصف [12]، مستغلا الأوضاع الغير مستقرة والغلاء الشديد الذي أصاب مصر[13]، وسارت الحملة في جمادى الآخرة سنة 358هـ ، ودخل جوهر إلى الديار المصرية يوم الثلاثاء 13شعبان [14]0

    دخل جوهر مصر بدون قتال، وقد استقبله بعض وجهاء مصر من الشيعة، كما إن اغلب الوجهاء والتجار لما دخل جوهر أعلنوا تشيعهم، ويذكر المقريزي بهذا الصدد ما نصه:((وكانت رسل جوهر ترد سرا إلى ابن الفرات[15]، ثم اتفقوا على خروج أبي جعفر مسلم الحسيني، وأبي إسماعيل الرسي، ومعهما القاضي أبو طاهر وجماعة، فبرزوا إلى الجيزة لاثنتي عشرة بقيت من رجب، ولم يتأخر عن تشيعهم قائد، ولا كاتب، ولا عالم، ولا شاهد، ولا تاجر، وساروا فلقوا جوهر 000ووافقوه 00))[16]

    أمر جوهر خطباء الجمعة بخلع السواد وارتداء البياض كما أمرهم بإضافة العبارات التالية إلى الخطبة :- ((اللهم صلي على محمد المصطفى وعلي المرتضى وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن و الحسين سبطي الرسول الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، و صلى على الأئمة الطهارة من أباء أمير المؤمنين المعز لدين الله))[17]، ثم أمر بإضافة ((حي على خير العمل)) في مساجد القاهرة و سائر البلاد [18]، وأول ما بدأ به من المساجد، جامع ابن طولون، ثم الجامع العتيق [19]

    ودخل المعز الفاطمي مصر في رمضان من سنة 362هـ، و معه عسكره وأولاده وإخوته وعمومته، وأدخل معه توابيت آبائه: المهدي والقائم والمنصور، وكان دخوله إلى القاهرة في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة (362)[20]، و بهذا أصبحت القاهرة مركز الدولة الفاطمية، بدلاً من المنصورية في المغرب.

    وذكر ابن كثير في ترجمته للمعز ما يأتي : (( 000وحين نزل الإسكندرية، تلقاه وجوه الناس، فخطبهم بها خطبة بليغة، ادعى فيها أنه ينصف المظلوم من الظالم، وافتخر فيها بنسبه، وأن الله قد رحم الأمة بهم، وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرا وباطنا، كما قاله القاضي الباقلاني :إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض، وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه قبحهم الله وإياه 0وقد أحضر إلى بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي، أبو بكر النابلسي، فقال له المعز:بلغني عنك إنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة، ورميت المصريين بسهم[21] فقال: ما قلت هذا فظن أنه رجع عن قوله، فقال:كيف قلت، قال:قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولم؟، قال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين وأطفأتم نور الإلهية، وأديتم ما ليس لكم 0فأمر بإشهاره في أول يوم ثم ضرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا ثم أمر بسلخه في اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه فلما بلغت تلقاء قلبه، طعنته بالسكين، فمات رحمه الله0 فكان يقال له الشهيد وليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إلى اليوم 000)) [22]

    هكذا كان أهل الضلالة يفعلون بأهل السنة وعلمائهم، يعذبونهم وينكلون بهم أشد أنواع العذاب والتنكيل، وليس هذا ببعيد عما يفعله الصفويون بأهل السنة في العراق اليوم0

    وكان الفاطميون (حالهم حال البويهيين ) يستخدمون طرق إعلامية لنشر مذهبهم، ولما كان استشهاد الحسين بن علي (رض) من المآسي التي حدثت في تاريخ الأمة، وجد الشيعة ضالتهم بهذه الفاجعة فاستخدموها كوسيلة ناجحة لنشر مذهبهم، فيذكر المقريزي بهذا الصدد ما نصه (( وفي العاشر من المحرم سنة 363هـ سار جماعة من المصريين الشيعيين والمغاربة في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين، وصاروا يعتدون على كل من لم يشاركهم في مظاهر الأسى والحزن مما أدى إلى تعطيل حركة الأسواق وقيام القلاقل ))[23] وأضاف المقريزي أنه في يوم عاشوراء( انصرف خلق من الشيعة وأتباعهم من المشاهد من قبر كلثم بنت محمد بن جعفر بن محمد الصادق، ونفيسة، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم قاموا بالنياحة والبكاء على الحسين، وكسروا أواني السقائين في الأسواق، وشققوا الروايا، وسبوا من ينفق في هذا اليوم )[24]

    أما الخليفة الفاطمي (الحاكم بأمر الله) بدأ يستخدم أساليب أخرى ( هي في حد ذاتها قديمة استخدمها البويهين في بغداد) لإهانة مقدسات أهل السنة، فقد أمر هذا الحاكم في سنة 395 هـ بنقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق والشوارع والدروب وصدرت الأوامر إلى العمال في البلاد المصرية بمراعاة ذلك [25]
    avatar
    صلاح محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 60
    تاريخ التسجيل : 23/05/2009
    نقاط التميز : 103
    معدل تقييم الاداء : 7

    الفاطميون في مصر Empty رد: الفاطميون في مصر

    مُساهمة من طرف صلاح محمود الثلاثاء 6 أكتوبر - 10:40

    تعاون الفاطميين مع الروم الصليبين

    لما نشأت الدولة الفاطمية، سعت بكل جهدها لنشر الدعوة الإسماعيلية في بلاد المغرب العربي أولا ثم الديار الإسلامية قاطبة، ولم تهتم هذه الدولة بالمخاطر التي تحيط بالأمة الإسلامية (من أعداء صليبيين يحاربون المسلمين في كل الجهات) بل شكلت الدولة الفاطمية معولا من معاول الهدم في جسم الأمة الإسلامية، لأنها انشغلت بتحقيق أهدافها وطموحاتها في تدمير الأنظمة الحاكمة للأمة الإسلامية، ويظهر ذلك جليا من خلال الحديث الذي دار بين المعز الفاطمي ورسول الإمبراطور البيزنطي (الذي قدم إلى القاهرة لزيارته) حيث قال المعز لذلك الرسول ما نصه:(( أتذكر إذ أتيتني وأنا بالمهدية فقلت لك: لتدخلن علي بمصر وأنا ملكها 000فقال الرسول:أذكر ذلك، فقال له: وأنا أقول لك الآن: لتدخلن علي وأنا خليفة بغداد )) [26] 0

    وقد أرسل المعز من مصر جيوشه إلى بلاد الشام بقيادة جعفر بن الفلاح سنة 359هـ لتعيث في الأرض فسادا ونهبا وقتلا، وبعدما انتهك جعفر وجيوشه الحرمات حاول أهل الشام من المشايخ والعلماء ووجهاء البلد، مفاوضة هذا القائد المجرم، وطلبوا منه المهادنة، فأجابهم:(( ما أعفو عنكم حتى تخرجوا إلي ومعكم نساؤكم مكشوفات الشعور فيتمرغن في التراب بين يدي لطلب العفو ))[27] وبينما كانت جيوش الفاطميين تفتك بأهل بلاد الشام، كانت جيوش الروم تفعل بهذه البلاد نفس الشيء( وفي نفس السنة) وقد ذكر أبو الفداء هذه الحادثة قائلا ((000دخل ملك الروم إلى الشام، ولم يمنعه أحد، فسار في البلاد إلى طرابلس، وفتح قلعة (عرقة) بالسيف، ثم قصد حمص، وقد أخلاها أهلها، فأحرقها ورجع إلى بلاد الساحل، فأتى عليها نهبا وتخريبا، وملك ثمانية عشر منبرا، وأقام في الشام شهرين، ثم عاد إلى بلاده، ومعه من الأسرى والغنائم ما يفوق الحصر ))[28]

    أما العزيز ابن المعز، فكانت من أوائل أعماله أن جعل النصارى واليهود في الوظائف المهمة في جهاز الدولة، وبهذا الصدد يذكر أبو الفداء ما نصه: (( وكان قد ولى كتابته رجلا نصرانيا يقال له عيسى بن نسطورس، واستناب بالشام رجلا يهوديا اسمه ميشا، فاستطالت النصارى واليهود بسببهما على المسلمين، فعمد أهل مصر إلى قراطيس، فعملوها على صورة امرأة، ومعها قصة وجعلوها في طريق العزيز فأخذها العزيز وفيها مكتوب ( بالذي أعز اليهود بميشا، والنصارى بعيسى بن نسطورس، وأذل المسلمين بك، إلا كشفت عنا ))[29]





    [1] - بتول العباسي ، تطور الأحداث السياسية بين العباسيين والفاطميين ،رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ،جامعة بغداد ، ص33

    [2] -ابن الأثير ،الكامل في التاريخ ، بيروت 2002، ج6 ص 266

    [3] - المقريزي ،اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا ،بيروت ،2001، ج1 ص 153

    [4]- هو في الأصل من أولاد أحد ملوك فرغانة ، قلده الخليفة المقتدر الرملة سنة 318هـ ، منح لقب الإخشيد (( ملك الملوك )) بعد تصديه للفاطميين ، ينظر ، بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 35 .

    [5] - المصدر نفسه ، ص 35

    [6] - المقريزي ، المصدر السابق ،ص 154

    [7] -العباسي ،المصدر السابق ، ص 36

    [8] - المقريزي ، ص 178

    [9]- المصدر نفسه ،ص 178

    [10]- المصدر نفسه ، ص 187

    [11]- العباسي ، ص 36

    [12] -المصدر نفسه ، ص 173

    [13]- ابن كثير ،البداية والنهاية ،ج11 ص 231

    [14]المصدر نفسه ، ص 231

    [15]- ابن الفرات : وزير الإخشيد وكان شيعيا يخفي تشيعه ، وقد أصبح وصيا على احد أبناء عمومة الإخشيد ، الذي اختاره المصريين لحكم البلاد بعد وفاة الإخشيد وكان طفلا صغيرا

    [16]- اتعاظ الحنفا ،المصدر السابق ، ص 178

    [17]-بتول العباسي ،المصدر السابق ، ص 56

    [18]- المصدر نفسه ، ص 56

    [19] - المقريزي ، المصدر السابق ، ص 190

    [20]- المصدر نفسه ، ص 203

    [21]- يقصد بالمصرين (الفاطميين)

    [22]-البداية والنهاية ، ج11 ص 249

    [23]-الخطط والآثار ،ج1 ، ص 389

    [24]- اتعاظ الحنفا ، ص 210

    [25] - الخطط والآثار ، ج2 ، ص 486

    [26] - بتول العباسي /،المصدر السابق ، ص 148

    [27] - المقريزي ،المصدر السابق ، ص 194

    [28] - المختصر في أخبار البشر ، يروت 1997، ج1 ، ص 449

    [29]- المصدر نفسه ، ص 475- 476

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 16 مايو - 22:05