معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

2 مشترك

    معركة البحيرات المرة

    avatar
    عمرو
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 546
    رقم العضوية : 166
    تاريخ التسجيل : 15/11/2008
    نقاط التميز : 1222
    معدل تقييم الاداء : 27

    معركة البحيرات المرة Empty معركة البحيرات المرة

    مُساهمة من طرف عمرو الأحد 30 نوفمبر - 6:50

    مازالت حرب أكتوبر تشكل زلزالا قويا فى نفوس الإسرائيليين، ومازال كل حديث عنها يفتح جراحا لم تندمل. المخرج الإسرائيلى الشهير عاموس جيتاى الحاصل على جائزة مهرجان كان عن فيلمه حرب يوم الغفران غير معترف به إسرائيليا، وشخصا غير مرغوب فيه فى الصالونات الثقافية بتل أبيب. الأمر الذى اضطره لتفضيل الإقامة فى باريس.
    لكن المثير أن المخرج الإسرائيلى نير طويف لم يتعظ من مصير عاموس جيتاى، وقرر دخول عش الدبابير بقدميه. عن طريق تقديم فيلم وثائقى جديد عن حرب أكتوبر مستفيدا من خبرته العريضة فى هذا المجال حيث قدم حتى الآن ثلاثين فيلما وثائقيا فى شتى المجالات، منها فيلم منع عرضه بعنوان معركة المزرعة الصينية - القصة المسكوت عنها. ويروى فى هذا الفيلم قصة هزيمة عسكرية إسرائيلية مدوية فى يومى الخامس عشر والسادس عشر من أكتوبر على يد الجيشين الثانى والثالث المصرى.
    منع الفيلم أثار حفيظة نير طويف لانتاج فيلم جديد فى نفس السياق هذا العام، خاصة بعد أن أقنع عددا من الجنود والضباط الذين شاركوا فى هذه المعركة أن يدلوا بشهادة مصورة فى فيلمه الجديد: المزرعة الصينية خواطر المحاربين. لكن الفيلم الأخير اثار ضجة أكبر من سابقه، حتى إن عددا من قادة الجيش الإسرائيلى طالبوا بمنع عرضه فى القناة الثانية الإسرائيلية، ونجحوا فى ذلك. إلا أن طويف أصر على تمرير فيلمه عبر مهرجان القدس السينمائى الدولى، ليحصل به على الجائزة الثانية فى مسابقة الأفلام الوثائقية.
    ويبدأ الفيلم بالقرار الصادر عن قيادة العمليات بالجيش الإسرائيلى، التى تكونت فى هذا الوقت من أريئيل شارون واسحاق مردخاى، ايهود باراك، امنون ليفكين شاحاك، أبراهام أدان، بعبور قناة السويس لإحداث ثغرة الدفرسوار، مهما كان الثمن. وكان اللواء 143 بقيادة شارون جاهز لتنفيذ الثغرة، ولا يعوقه سوى نقل الجسر الذى سيعبر عليه والمعروف باسم جسر الجليل، وكان حجم الجسر وتكويناته تحول دون نقله عبر المدقات الجبلية فى سيناء، مما يستلزم نقله عبر محور طرطور، وبالطبع قبل ذلك القضاء على القوات المصرية فى هذا المحور. وهنا بدأت مؤامرة شارون وقيادة الجيش حيث تم إصدار التعليمات للكتيبة مظلاتاحتياط بالدخول إلى منطقة البحيرات المرة والسيطرة عليها، وتم إبلاغهم أن المنطقة تخلو من القوات المصرية سوى بعض صيادى الدبابات المتناثرين الذين يجب تحديد مواقعهم وتصفيتهم. وتعمدت قيادة الجيش الإسرائيلى ألا تبلغهم بأن الجيش الثانى يسيطر على هذا القطاع. وما إن دخلت الكتيبة فى ليلة الخامس عشر من أكتوبر وبدأت تنتشر مستفيدة من الظلام الدامس حتى انفتحت عليها نيران المدفعية المصرية من كل حدب وصوب. ودب الرعب فى قلوب الإسرائيليين خشية أن تطلع الشمس ويكتشف المصريون أن بين أيديهم صيدا ثمينا -كتيبة إسرائيلية- خفيفة التسليح يمكن أسرها بمنتهى السهولة. وقبل شروق الشمس وصلت قوة إنقاذ مكونة من عشر دبابات بقيادة إيهود باراك رئيس الوزراء السابق، ودخلت فى معركة مع القوات المصرية، منيت خلالها بخسائر فادحة، ففروا هاربين من المعركة. وظلت كتيبة المظليين تواجه مصيرها.
    وبهذا المدخل الجريء استطاع طويف أن يشد المشاهد الإسرائيلى لمتابعة فيلم يسجل لحظة انكسار إسرائيلية فى مواجهة الجيش المصرى. وعلى الرغم من أن الأفلام من هذا النوع لا تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة إلا أن العرض الأول للفيلم فى المهرجان شهد إقبالا منقطع النظير، مما اضطر اللجنة المنظمة لعرضه فى شاشات كبيرة خارج القاعة، وعرض المناقشة التى جرت بعد ذلك على نفس الشاشات. لتتيح للجمهور تتبع آراء النقاد فى الفيلم، ومتابعة تعليقات القيادات العسكرية التى حضرت العرض خصيصا لتبرئ ساحتها مما حدث فى البحيرات المرة.
    وتتركز أحداث الفيلم فى يومى الخامس عشر والسادس عشر من أكتوبر عندما تصاعد القتال غرب المزرعة الصينية- وهو الاسم الذى أطلقه الجنود الإسرائيليون على منطقة البحيرات المرة بعد أن احتلوا شبه جزيرة سيناء فى 67، حيث يوجد فى هذه المنطقة حقل التجارب الزراعية الملحق بمشروع البحيرات المرة الذى أقامته حكومة الرئيس عبدالناصر، بالاشتراك مع الأمم المتحدة، بهدف تعمير منطقة غرب سيناء، فى إطار مشروع النهضة المصرية فى هذه الفترة، وتقول صحيفة هاارتس أن عبدالناصر تمكن فى الفترة السابقة على الاحتلال الإسرائيلى لسيناء من شق عدد من قنوات الرى بطول 140كم، وشق ترع ومصارف واقام مبانى ضخمة لتوطين المصريين فى سيناء، وقد عثر الإسرائيليون فى هذه المبانى على معدات زراعية تم استيرادها من اليابان، ولكنهم ظنوا أن الحروف المكتوبة عليها حروف صينية، ومن هنا أطلقوا عليها اسم المزرعة الصينية- وبعد ملحمة العبور العظيم، وقبل أن يحل عصر يوم السادس من أكتوبر تمكن المصريون من تحرير منطقة البحيرات المرة، وحولوها إلى نقطة حصينة، ومنعوا قوات العدو من التوغل،وفشلت محاولات الإسرائيليين فى فتح طريق إلى محور طرطور ورأس العش، رغم أهميتهما فى إحداث الثغرة المخطط لها إسرائيليا.
    ويقدم المخرج روايتين متعارضتين حول ورطة المظليين فى منطقة البحيرات المرة أوالمزرعة الصينية بحسب اسم الفيلم الوثائقى: فيدعى أمنون ليفكين شاحاك مدير عام المخابرات الإسرائيلية ورئيس الأركان السابق أن المقاتلين الذين أرسلوا لتنفيذ المهمة حصلوا على معلومات مضللة حول حجم وتسليح القوات المصرية الموجودة فى الميدان. قيل للجنود إنهم سيواجهون أفرادا من صيادى الدبابات المصريين المتناثرين فى المنطقة، وعليهم تصفيتهم، وأن المهمة ستكون سهلة للغاية. غير أن جنود المشاة الإسرائيليين وجدوا أنفسهم فى مواجهة المدفعية المصرية الثقيلة دون ساتر يحميهم. ويقول يوريك فارتا أحد الجنود الذين نجوا من المعركة أعتقد أننى وزملائى أرسلنا إلى هذه العركة لنكون طعاما للدبابات.
    أما اللواء ابراهام أدان المسئول الإسرائيلى عن هذه العملية فيرفض هذه الرواية كلية؟!! حفاظا على ماء وجه الجيش الإسرائيلى.
    لكن المثير أن الفيلم شجع كثيرا من الجنود الذين ذاقوا مرارة الهزيمة فى هذه المعركة، وأطلق ألسنتهم للحديث لصحيفة معاريف فى ملحق خاص عن الذكرى الحادية والثلاثين لحرب أكتوبر، فيقول اللواء يهودا نيف قائد القوة الإسرائيلية التى كلفت بمهمة المزرعة الصينية: سرنا فى اتجاه هضبة الجرحى والتى كانت فى الواقع تلة صغيرة بارتفاع متر، وهناك وجدنا جنود المظلات الإسرائيليين صرعى وجرحى على جانبى التلة.

    ويضيف إيلان كوهين جندى احتياط من سلاح المدرعات شارك فى نفس المعركة: شاركت فى مهمة الانقاذ، لمحت ثلاثة جنود جرحى، نزلت من السيارة المدرعة، لكى أخلصهم، وعلى بعد ثلاثين مترا سمعت صوت انفجار مخيف، رفعت رأسى وصعقت من منظر أثار احتكاك صاروخ ساجر المضاد للدبابات بسطح السيارة المدرعة، ولم تخرج سيارة مدرعة إسرائيلية من هذه المعركة بدون جرح غائر.
    ويقول شوكى فاينشتين: لقد كانت صواريخ ساجر الروسية مفاجأة الحرب المرعبة لسلاح المدرعات الإسرائيلى، لقد كانت مفاجأة كريهة بكل المقاييس، لم نتدرب على مواجهتها من قبل، كما لم نتدرب على تخليص جرحى فى ميدان مكشوف، سماؤه تمطر صواريخ مصرية مفترسة.
    ويضيف جفرى أليعزر: أنا رأيت الصواريخ تتطاير أمام وجهى، وتتقدم نحوى بسرعة البرق، فى البداية لم أعرف ما نوع هذه المقذوفات، وكنت أصرخ فى زملائى لينبطحوا، وبعد ذلك بدأنا نحاول تفاديها والهرب منها بأى طريقة.
    أما اللواء موشيه عفرى الملحق العسكرى فى سفارة إسرائيل بواشنطون ونائب كتيبة باراك فى معركة المزرعة الصينية، فقد شاهد الفيلم فى ذكرى السادس من أكتوبر، وتحدث مع معاريف عن ذكرياته عن هذه الحرب، قائلا : لقد فاجأنا الجنود المصريون بشجاعتهم وإصرارهم، لقد تربى أبناء جيلى على قصص خرافية عن الجندى المصرى الذى ما أن يرى دبابة تنقض عليه، حتى يخلع حذاءه ويبدأ فى الهرب بعيدا. وهذا ما لم يحدث فى المزرعة الصينية استيقظنا على الحقيقة المرة. لم تنخلع قلوبهم أمام الدبابات، كانوا يلتفون فى نصف دوائر حول دباباتنا، ويوجهون صواريخ الساجر والأر بى جى فى إصرار منقطع النظير..ليس لدى تفسير لهذا الموقف سوى أنهم كانوا سكارى بالنصر، وفى مثل هذه الحالة ليس للدبابة أى فرصة فى المعركة.
    الفيلم الإسرائيلى فتح الباب لمناقشة معركة حربية تكبد فيها الإسرائيليون خسائر فادحة، وظلت فى طى النسيان، وتعمدوا وضعها فى خزانة المسكوت عنه لمدة 31 عاما، وتقول الناقدة الإسرائيلية باتيا جور إن المخرج نير طويف من الأشخاص الذين يهبون حياتهم للبحث عن الحقيقة، ويعتبر نفسه مسئولا عن تقديمها للآخرين. ففى فيلمه الأول أنصت لشهادات الناجين من هذه المعركة، وفى فيلمه الجديد يسجل أدق تفاصيل ما حدث فى يومى 16-17 أكتوبر فى المزرعة الصينية. ولقى فيها مئات الجنود الإسرائيليين من وحدة 890 مصرعهم، وكانت تلك الوحدة تحت قيادة إسحاق مردخاى وزير الدفاع الإسرائيلى السابق فى حكومة نتانياهو، وقد تواطأ الجيش مع كل من اشتركوا فى هذه المعركة للتعتيم على هذه العملية العسكرية حفاظا على سمعة قياداته، ولتجاهل بطولة مصرية ليس لها مثيل فى السادس عشر من أكتوبر.
    أما أورى كلاين الناقد الفنى بصحيفة هاارتس فيرى أن المزرعة الصينية أحد الأفلام التى يصعب على المشاهد الإسرائيلى تحملها، ومع ذلك يبقى من أهم ما أنتج وأخرج فى تاريخ السينما الإسرائيلية. حيث يكشف غرور وغطرسة العسكرية الإسرائيلية ، كما يظهر نازية العسكر الإسرائيليين الذين دفعوا بصغار الضباط والجنود لأتون المعركة طعاما للدبابات المصرية مستبيحين أرواح جنودهم، حفاظا على مصالحهم الضيقة وهيبتهم العسكرية.
    ويضيف أن أصعب مشاهد الفيلم ذلك المشهد الذى يكشف أن هؤلاء القادة أصدروا الأوامر لجنودهم بترك زملائهم الجرحى فى ميدان المعركة، ثم أصروا على التعتيم على ما حدث، حتى لا تضيع فرصهم فى الترقى داخل الجيش وغرف المكاسب الاجتماعية من وراء مناصبهم الحساسة.
    ولعل أهم ما فى هذا الفيلم أنه يؤكد الرواية العسكرية المصرية لحرب أكتوبر، ويدحض الأكاذيب الإسرائيلية، والرواية المصرية التى تقول عن أحداث الثغرة: استمرت القوات الإسرائيلية فى شن هجماتها العسكرية حتى يوم 13 أكتوبر وفى يوم 14 أكتوبر قررت القوات المصرية قرارا بتطوير الهجوم شرقا وذلك لسببين هما نقل ثقل العدو من الجبهة السورية الى سيناء والحصول على مزيد من الأرض المصرية ففى ذلك اليوم وهو يوم 14 أكتوبر قامت القوات المصرية بدفع فرقة مدرعة وهى الفرقة 211 من الغرب الى الشرق وعبرت هذه الفرقة فى منطقة الجيش الثانى من اتجاه الدفرسوار ونشبت بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية معركة من أشد و أعنف المعارك التى قامت واستخدم الإسرائيليون فى هذه المعركة الأسلحة الأمريكية الحديثة التى وصلت لهم خلال الحرب لمعونته ومن أهم هذه الأسلحة هى الأسلحة المضادة للدبابات وتكبدت القوات الإسرائيلية خسارة عدد كبير من دباباتها. وقد أطلق على هذه المعارك معارك الدبابات الكبرى وفى هذه المعارك حدث الذى لم يحدث أبدا خلال قصص ومعارك جميع الحروب العالمية فقد كانت هذه المعارك معارك دامية وشرسة حيث كانت المواجهة بين الدبابات لا يفصلها أكثر من 1 كم فقط وخلال هذه المعارك قمنا بالاستيلاء على شريحة أرض جديدة وكبدنا العدو الخسائر الجسيمة. ؟ويتفق ذلك مع ما ردده المؤرخ العسكرى الإسرائيلى مئير باعيل بعد مشاهدته للفيلم حيث قال: هذا الفيلم وثيقة مهمة تناقش بموضوعية هزيمة إسرائيلية مرة مازالت تثير آلاما كثيرة لدى أفراد وقيادات الجيش الإسرائيلى.

    الموضوع منقول
    avatar
    ابن النيل
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 128
    رقم العضوية : 102
    تاريخ التسجيل : 25/09/2008
    نقاط التميز : 129
    معدل تقييم الاداء : 1

    معركة البحيرات المرة Empty رد: معركة البحيرات المرة

    مُساهمة من طرف ابن النيل الجمعة 6 فبراير - 4:25

    الف شكر يا عمرو
    معركة البحيرات المرة 948720
    avatar
    عمرو
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    عدد المساهمات : 546
    رقم العضوية : 166
    تاريخ التسجيل : 15/11/2008
    نقاط التميز : 1222
    معدل تقييم الاداء : 27

    معركة البحيرات المرة Empty رد: معركة البحيرات المرة

    مُساهمة من طرف عمرو الخميس 6 أغسطس - 8:29

    العفو نورتنا

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 16 مايو - 19:29