معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

2 مشترك

    نهايات معركة أحد

    هاشم
    هاشم
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 458
    رقم العضوية : 51
    تاريخ التسجيل : 26/07/2008
    نقاط التميز : 861
    معدل تقييم الاداء : 18

    نهايات معركة أحد Empty نهايات معركة أحد

    مُساهمة من طرف هاشم الثلاثاء 2 سبتمبر - 21:32

    مقتل أبي بن خلف:‏

    قال ابن إسحاق‏:‏ فلما أسند رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في الشِّعْبِ, أدركه أبي بن خلف وهو يقول‏:‏ أين محمد ‏؟‏ لا نجوتُ إنْ نَجَا‏.‏فقال القومُ‏:‏ يا رسولَ اللهِ، أيعطف عليه رجلٌ منا ‏؟‏ فقال رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-‏:‏‏"دَعُوه‏"‏،فلمَّا دَنَا منه،تناولَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الحربةَ من الحارث بن الصِّمَّةِ، فلمَّا أخذها منه انتفضَ انتفاضةً تطايروا عنه تطايرَ الشَّعرِ عن ظهر البعير إذا انتفضَ، ثم استقبله وأبصر تَرْقُوَتَه من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه فيها طعنة تدأدأ – تدحرج - منها عن فرسه مراراً‏.‏ فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشاً غير كبير، فاحتقن الدم، قال‏:‏ قتلني والله محمد، قالوا له‏:‏ ذهب والله فؤادك، والله إن بك من بأس، قال‏:‏ إنه قد كان قال لي بمكة‏:‏‏" أنا أقتلك " (1‏)، فو الله لو بصق على لقتلني‏.‏ فمات عدو الله بسَرِف وهم قافلون به إلى مكة (2‏). ‏وفي روايةِ أبي الأسود عن عروة،وكذا في رواية سعيد بن المسيب عن أبيه‏:‏ أنه كان يخورُ خُوارَ الثَّورِ، ويقول‏:‏ والذي نفسي بيده، لو كان الذي بي بأهلِ ذِيْ المجاز لماتُوا جميعاً (3).



    طلحةُ ينهضُ بالنَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- :‏‏

    وفي أثناء انسحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إلى الجبل عرضت له صخرة من الجبل، فنهض إليها ليعلوها فلم يستطع ؛ لأنه كان قد بَدَّنَ وظاهر بين الدرعين، وقد أصابه جرح شديد‏.‏فجلس تحته طلحة بن عبيد الله، فنهض به حَتَّى استوى عليها، وقال‏:‏ ‏" ‏أوْجَبَ طلحةُ " (4‏)‏، رواه الحاكم في مستدركه(3/28)، والترمذي، رقم(1692)باب ما جاء في الدرع. أي‏: ‏الجنة‏.‏



    آخر هجومٍ قام به المشركون‏‏ :

    ولما تمكن رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- من مقرِّ قيادته في الشِّعْبِ, قام المشركون بآخر هجوم حاولوا به النيل من المسلمين‏.‏قال ابن إسحاق‏:‏ بينا رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في الشِّعْبِ, إذ علت عاليةٌ من قريشٍ الجبلَ-يقودهم أبو سفيان وخالد بن الوليد -,فقال رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ‏:‏ " اللّهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا " ، فقاتل عمرُ بن الخطاب ورهطٌ معه من المهاجرين حَتَّى أهبطوهم من الجبل(5).‏

    وفي مغازي الأموي‏:‏ أن المشركين صعدوا على الجبل، فقال رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لسعد‏: " اجْنُبْهُمْ "-يقول‏:‏ ارددهم-,فقال‏:‏كيف أجْنُبُهُمْ وحدي‏؟‏ فقال ذلك ثلاثاً، فأخذ سعدٌ سهماً من كنانته، فرمى به رجلاً فقتله، قال‏:‏ ثم أخذت سهمي أعرفه، فرميت به آخر، فقتلته، ثم أخذته أعرفه فرميت به آخر فقتلته، فهبطوا من مكانهم، فقلت‏:‏ هذا سهم مبارك، فجعلته في كنانتي‏.‏ فكان عند سعد حَتَّى مات، ثم كان عند بنيه (6).
    هاشم
    هاشم
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 458
    رقم العضوية : 51
    تاريخ التسجيل : 26/07/2008
    نقاط التميز : 861
    معدل تقييم الاداء : 18

    نهايات معركة أحد Empty رد: نهايات معركة أحد

    مُساهمة من طرف هاشم الثلاثاء 2 سبتمبر - 21:33

    تشويه الشهداء:‏‏

    وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ضد النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ولما لم يكونوا يعرفون من مصيرِهِ شيئاً-بل كانوا على شبه اليقين من قتله - رجعوا إلى مقرهم، وأخذوا يتهيأون للرجوع إلى مكة، واشتغل من اشتغل منهم - وكذا اشتغلت نساؤهم - بقتلي المسلمين، يمثلون بهم، ويقطعون الآذان والأنوف والفروج، ويبقرون البطون‏.‏ وبقرت هند بنت عتبة كبد حمزة فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها، واتخذت من الآذان والأنوف خَدَماً – خلاخيل - وقلائد (7)‏.‏



    مدى استعداد أبطال المسلمين للقتال حَتَّى نهاية المعركة:‏‏

    وفي هذه الساعة الأخيرة وقعت وقعتان تدلان على مدى استعداد أبطال المسلمين للقتال، ومدى استماتتهم في سبيل الله‏:‏

    1‏.‏ قال كعب بن مالك‏: ‏كنت فيمن خرج من المسلمين، فلما رأيت تمثيل المشركين بقتلى المسلمين قمت فتجاوزت، فإذا رجل من المشركين جمع أللأمة يجوز المسلمين وهو يقول‏:‏ استو سقوا كما استو سقت جزر الغنم (‏8).‏ وإذا رجل من المسلمين ينتظره وعليه لأمته، فمضيت حَتَّى كنت من ورائه، ثم قمت أقدر المسلم والكافر ببصري، فإذا الكافر أفضلهما عدة وهيئة، فلم أزل أنتظرهما حَتَّى التقيا، فضرب المسلم الكافر ضربة فبلغت وركه وتفرق فرقتين، ثم كشف المسلم عن وجهه، وقال‏:‏ كيف تري يا كعب ‏؟‏ أنا أبو دجانة(9)‏.‏

    2‏.‏ جاءت نسوة من المؤمنين إلى ساحة القتال بعد نهاية المعركة، قال أنس‏:‏ لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان - أري خَدَم سوقهما - تَنْقُزَانِ القِرَبَ على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم(10)‏.‏ وقال عمر‏:‏ كانت ‏‏ أم سَلِيط من نساء الأنصار‏ ‏ تزفر لنا القرب يوم أحد(11).‏

    وكانت في هؤلاء النسوة أم أيمن، لما رأت فلول المسلمين يريدون دخول المدينة، أخذت تحثو التراب في وجوههم وتقول لبعضهم‏:‏ هاك المغزل، وهلم سيفك‏.‏ ثم سارعت إلى ساحة القتال، فأخذت تسقي الجرحى، فرماها حِبَّان - بالكسر - بن العَرَقَة بسهم، فوقعت وتكشفت، فأغرق عدو الله في الضحك، فشق ذلك على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فدفع إلى سعد بن أبي وقاص سهماً لا نصل له، وقال‏:‏‏" ‏ارم به " ، فرمي به سعد، فوقع السهم في نحر حبان، فوقع مستلقياً حَتَّى تكشف، فضحك رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حَتَّى بدت نواجذه، ثم قال‏:" استقاد لها سعد، أجاب الله دعوته "(12‏)‏.



    بعد انتهاء الرَّسُولِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-إلى الشعب‏‏ :

    ولما استقر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في مقره من الشِّعب خرج على أبي طالب حَتَّى ملأ دَرَقَته ماء من المِهْرَاس - قيل‏:‏ هو صخرة منقورة تسع كثيراً‏.‏ وقيل‏:‏ اسم ماء بأحد ـ فجاء به إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ليشرب منه، فوجد له ريحاً فعافه، فلم يشرب منه، وغسل عن وجهه الدم، وصب على رأسه وهو يقول‏:‏" اشتد غضب الله على من دَمَّى وجه نبيه "(13‏)‏. وقال سهل‏:‏ والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ومن كان يسكب الماء، وبما دُووِي ‏؟‏ كانت فاطمة ابنته تغسله، وعلى بن أبي طالب يسكب الماء بالمِجَنِّ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها، فألصقتها فاستمسك الدم. ‏‏البخاري، الفتح، كتاب المغازي ، باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد. رقم (4075)

    وجاء محمد بن مسلمة بماء عذب سائغ ، فشرب منه النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ودعا له بخير‏.‏ وصلَّى الظهر قاعداً من أثر الجراح ، وصلَّى المسلمون خلفه قعوداً(14)‏.‏



    شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة وحديثه مع عمر:‏

    ولما تكامل تهيؤ المشركين للانـصراف أشـرف أبو سفـيان على الجبل، فـنادى أفيكم محمد‏؟!‏ فلم يجيبوه‏.‏ فقال‏:‏ أفيكم ابن أبي قحافة‏؟‏ فلم يجيبوه‏.‏ فقال‏:‏ أفيكم عمر بن الخطاب‏؟‏ فلم يجيبوه - وكان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- منعهم من الإجابة- ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه أن قيام الإسلام بهم‏.‏ فقال‏:‏ أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه أن قال‏:‏ يا عدو الله، إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقى الله ما يسوءك‏.‏ فقال‏:‏ قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني‏.‏ ثم قال‏:‏ أعْلِ هُبَل‏.‏ فقال النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ‏:‏ " ألا تجيبونه‏ ؟ ". فقالوا‏:‏ فما نقول‏؟‏ قال‏:‏ " قولوا‏:‏ الله أعلى وأجل ". ثم قال‏:‏ لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم‏.‏ فقال النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ‏:‏ " ألا تجيبونه‏ ؟ " . قالوا‏:‏ ما نقول‏؟‏ قال‏:‏ " قولوا‏:‏الله مولانا، ولا مولى لكم " . ثم قال أبو سفيان‏:‏ أنْعَمْتَ فَعَال، يوم بيوم بدر، والحرب سِجَال‏.‏ فأجابه عمر، وقال‏:‏ لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار‏.‏ ثم قال أبو سفيان‏:‏ هلم إليَّ يا عمر، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ‏:‏ " ائته فانظر ما شأنه‏ ؟ " . فجاءه، فقال له أبو سفيان‏:‏ أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمداً‏؟‏ قال عمر‏:‏ اللّهم لا‏.‏ وإنه ليستمع كلامك الآن‏.‏ قال‏:‏ أنت أصدق عندي من ابن قَمِئَة وأبر(15)‏.



    مواعدة التلاقي في بدر:‏‏

    قال ابن إسحاق‏:‏ ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى:‏ إن موعدكم بدر العام القابل‏. ‏فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لرجل من أصحابه‏:‏ " قل‏:‏ نعم، هو بيننا وبينك موعد "(16‏)‏‏.



    التثبت من موقف المشركين‏‏ :

    ثم بعث رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- على بن أبي طالب، فقال‏: ‏" اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون‏؟‏ وما يريدون‏؟‏ فإن كانوا قد جَنَبُوا الخيل، وامْتَطُوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة‏.‏ والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرنَّ إليهم فيها، ثم لأناجزنَّهم " . قال علي‏:‏ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووَجَّهُوا إلى مكة (17).



    --------------------------------------------------------------------------------

    1 وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بمكة كان يلقاه أبي هذا فيقول يا محمد إن عندي العود فرساً أعلفه كل يوم فرقا من ذرة . أقتلك عليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتلك إن شاء الله .

    2 - ابن هشام 2/84. زاد المعاد 2/97.

    3 مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص250.

    4 - ابن هشام 2/ 86.

    5 - ابن هشام 2/ 86. "تاريخ الطبري(2/68)، والحاكم في المستدرك،(2/324)" كلاهما بلفظ ليس لهم.

    6 - زاد المعاد 2/ 95.

    7 - ابن هشام 2/ 90.

    8- أي استجمعوا وانظموا

    9 - البداية والنهاية 4/ 17.

    10- البخاري ، الفتح، كتاب الجهاد والسير ، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال. رقم (2880)

    11 - البخاري ، الفتح، كتاب الجهاد والسير، باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو. رقم (2881)

    12 - السيرة الحلبية 2/ 22.

    13 - ابن هشام 2/ 85.

    14 - ابن هشام 2/ 87.

    15 - ابن هشام 2/ 93-94. زاد المعاد 2/ 94. والبخاري، (2847)،كتاب،باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب

    16 - ابن هشام 2/ 94.

    17 - ابن هشام 2/ 94. وفي فتح الباري أن الذي خرج في آثار المشركين هو سعد ابن أبي وقاص 7/347 وتاريخ الطبري(2/71).
    سعيد النوبي
    سعيد النوبي
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 104
    رقم العضوية : 138
    تاريخ التسجيل : 14/10/2008
    نقاط التميز : 109
    معدل تقييم الاداء : 2

    نهايات معركة أحد Empty رد: نهايات معركة أحد

    مُساهمة من طرف سعيد النوبي الأحد 24 مايو - 5:08

    لك جزيل الشكر
    هاشم
    هاشم
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 458
    رقم العضوية : 51
    تاريخ التسجيل : 26/07/2008
    نقاط التميز : 861
    معدل تقييم الاداء : 18

    نهايات معركة أحد Empty رد: نهايات معركة أحد

    مُساهمة من طرف هاشم الثلاثاء 22 ديسمبر - 23:34

    اشكر مرورك الطيب

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 10 مايو - 8:32