د.رفعت سيد أحمد يكتب
لا يستقيم فى ظنى الحديث عن تنامى ظاهرة التطبيع الثقافى والاقتصادى والسياسى، اليوم (2010) مع العدو الصهيونى، دونما عودة توثيقية لسنوات التطبيع الأولى بين إسرائيل والحكومة المصرية، ففى تلك السنوات وضعت اللبنات الأولى لهذه السياسات، وفيها تم تجريب الأفكار والخطط حتى يسهل ممارستها فى السنوات التالية، وفى هذه الدراسة نقترب من قضية التطبيع (وتحديداً التطبيع الثقافى) فى سنيه الأولى، وما ارتبط به من مقولات بدت كبيرة ومدوية (مثل الاحتكاك الحضارى والعلمى مع الآخر) وأن صراعنا مع إسرائيل فقط صراع نفسى ولابد من إسقاط جدار العداوة النفسية مع الآخر مقولات مع الزمن ثبت أنها كانت زائفة، وكان يراد بها تسهيل عملية الاختراق المنظم للعقل المصرى، حتى يبتلع الجريمة ويمررها، وهو ما جرى منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد (1978) وتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (مارس 1979) وحتى يومنا هذا (2010). وإلى الدراسة لنكشف من خلالها أبعاد مؤامرة الاختراق التى تمت ذات يوم منذ ثلاثين عاماً، ضد العقل المصرى، كمقدمة لاختراق ممنهج للعقل العربى والتى لازالت فصولها تتوالى.
فور توقيع اتفاقات كامب ديفيد (سبتمبر 1978)، ولعدة سنوات تحتل عقد الثمانينيات من القرن الماضى، كانت المنطقة العربية تعيش حالة من الممكن تسميتها بـ«هزيمة الذات»، على مستوى الفكر والحركة السياسية، حالة نفسية وسياسية معقدة، تتجاوز حدود القيادة الحاكمة إلى حيث النخب المثقفة والمواطن العادى، وتتبدى أهم مظاهرها فى الشعور الدفين بفقدان القدرة على الفعل، وعلى المواجهة المنظمة للتحديات المحيطة وغياب الإرادة الجماعية القادرة على فرز التناقضات الثانوية من تلك الرئيسية والتى يحتل الصراع العربى الصهيونى قمتها.
وفى ظل حالة الهزيمة تلك، بات يومها من المتوقع اختلاط المعايير القيمية والسياسية داخل القطر العربى الواحد وليس فقط بين الأقطار العربية مجتمعة، وعليه وردت إلينا آنئذٍ وطبعاً لا تزال ترد قيم جديدة فى مجالات الثقافة والبحث العلمى مثلما وردت فى مجالات السياسة والاقتصاد، وسمعنا بما يسمى بظاهرة «البحوث الاجتماعية والثقافية المشتركة» بين هيئات وباحثين أجانب وبين هيئات وباحثين عرب، أكسبوها مسميات عدة من قبيل «التعاون العلمى» و«الاحتكاك الحضارى» و«اكتساب الخبرة» تماماً مثلما اكتسبت مفاهيم من قبيل «التبعية» و«الاحتلال الاقتصادى» مسميات أخرى من قبيل «استثمار رأس المال الأجنبى» و«المعونة الاقتصادية» و«الدعم الدولى» وغير ذلك من مسميات خارجية لا تستطيع بأى حال أن تخفى القيم الحقيقية والجوهر السياسى والاقتصادى للمفهوم!.
وقد تكون الإرهاصات الأولى لهذه الهزيمة الذاتية ولحالة اختلاط المعايير والقيم قديمة، تعود إلى السنوات الأولى التالية لحرب 1967، بيد أن البداية الحقيقية لاشتداد سطوتها فى تصورنا تعود إلى المرحلة التالية لحرب 1973، وبدء ما يسمى بالحقبة النفطية وما استقدمته معها من قيم ومفاهيم بنائية جديدة أثرت أول ما أثرت على «مجتمعات المواجهة»، ونقصد الدول المواجهة لإسرائيل وبالأخص (لبنان ـ مصرـ الأردن ـ سوريا)، والتى تبدى فيها أكثر من غيرها حالة «الهزيمة» واختلاط المعايير القيمية والثقافية والسياسية المذكورة. وأيضاً -وهنا المفارقة التاريخية المهمة- ردود الفعل المقاومة لهذه الهزيمة وبدء ما يسمى بالحرب الشعبية وحروب العصابات والانتفاضات وحركات مقاومة التطبيع على اختلافها وتنوعها.
القضية التى نود التركيز عليها فى هذا البحث هى كيف أن الاستثمار الغربى والإسرائيلى على وجه الخصوص لحالة «هزيمة الذات» تلك التى واكبت سنوات التطبيع المصرى/ الإسرائيلى الأولى أواخر السبعينيات وأوائل عقد الثمانينيات من القرن الماضى كان مؤثراً، وأن الأخطار التى صاحبته ثم أعقبته كانت مؤلمة إلى الدرجة التى تطلبت مواجهة عربية جديدة متعددة الأدوات والمستويات، وآخذة فى حساباتها المتغيرات المتجددة الحاصلة داخل أركان الجسد العربى والتى اكتسبت حيويتها بعد مبادرة السادات بزيارة القدس عام 1977، وفى ظل سياسات كامب ديفيد (1978) وما تلاها.
من هنا فالقضية المحورية التى ندرسها باتت لها جوانب مهمة تتصل بمحاولات احتلال العقل العربى من قبل الاستراتيجية الأمريكية والغربية إجمالاً والاستراتيجية الصهيونية على وجه الخصوص, والتى أخذت مظاهر عدة على شكل مؤتمرات علمية مشتركة تارة، أو أبحاث اجتماعية وسياسية مشتركة بين أساتذة يهود وعرب تارة أخرى، أو تارة ثالثة بناء مؤسسات علمية صهيونية داخل بعض الأقطار العربية تحت غطاء أمريكى أو أوروبى غير مباشر أو مؤسسات صهيونية مباشرة مثل «المركز الأكاديمى الإسرائيلى بالقاهرة» والذى أنشئ عام 1982 كما سنورد تفصيلاً فيما بعد.
والقضية بهذا التحديد تتطلب الإجابة على عدة أسئلة: هل كان ثمة خطر حقيقى على العقل العربى (وفى القلب منه العقل المصرى) من الاحتكاك الغربى العلمى مع الغرب وإسرائيل؟ ثم أليس ثمة فروق أساسية بين الاحتكاك الغربى ومحاولات الاختراق الصهيونى وأنه من الإجحاف المساواة بينهما فى مستوى الخطورة؟ وهل لدينا نماذج محددة ومعلومات دقيقة عن سنوات التطبيع الأولى يمكننا من خلالها قياس مقدمات الخطر الصهيونى على العقل العربى فى مرحلة ما بعد كامب ديفيد بدلاً من الاحتكام إلى العموميات النظرية التى اعتدناها فى مجال فهمنا لقضية الصراع العربى الصهيونى؟ وأخيراً كيف كان العمل الشعبى والرسمى تجاه هذا الخطر؟.
تساؤلات مشروعة، والإجابة عليها قد تنير لنا بعض جوانب تلك القضية المعقدة التى لم يتم تناولها للأسف علمياً منذ تفجرت فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى.
وعليه فإن القضية يمكن محورتها حول المحاور الثلاثة التالية:
أولاً: الاحتكاك العلمى مع الغرب كما جرى فى سنوات التطبيع الأولى: حضارة أم اختراق؟
ثانياً: مصر ومقدمات الاختراق الصهيونى.
ثالثاً: كيف كانت سبل المواجهة للاختراق.
الاحتكاك العلمى مع الغرب: حضارة أم اختراق؟
إذا جاز لنا استخدام المنهج التاريخى النقدى لمناقشة ما حدث لواقعنا الحضارى العربى خلال المائتى عام الأخيرة من تطوره، فإن ثمة نتيجة هامة يمكن الانتهاء إليها، وهى أن الصدام مع الغرب الثقافى والعسكرى يكمن خلفه وبانتظام الأسباب الرئيسية لتخلفنا وتشرذمنا السياسى والثقافى، خاصة عندما تفتقد الأمة الإرادة السياسية المستقلة والقيادات الحاكمة القوية بسياساتها ومؤسساتها الاجتماعية، عندئذ يكون التخلف والتشرذم وفقدان القدرة على التحدى أو المواجهة نتيجة ملازمة لأية صدام مع الغرب.
ولنا فى نموذجى محمد على وعبد الناصر، ونموذجى الخديو إسماعيل وأنور السادات دلالات موحية، ففى النماذج الأربعة، كان التحدى الغربى الثقافى والعسكرى حاضراً، إلا أن الاستجابة له اختلفت من نموذج إلى آخر، ففى النموذجين الأولين محمد على وعبد الناصر كانت المنطقة العربية قوية بمؤسساتها الجديدة وعمليات النهضة والتنمية المستقلة ومن خلال الإدراك الواعى للقيادتين بالوظيفة الحضارية التى تقع عليهما، من هنا كانت استجابتهما للتحدى الغربى مع الفارق التاريخى بالطبع متشابهة فى صلابتها وقوتها وعدم الرضوخ له وتشكيل العلاقات مع هذا التحدى وفق المعايير الوطنية والمصالح القومية دون تفريط أو اغتراب، ومن ثم رأى الغرب ضرورة أن يصفى المنطقة من هذه القيادات، فكانت النهاية الدرامية لمحمد على فى اتفاقية لندن عام 1840 والنهاية المتشابهة لعبد الناصر مع هزيمة 1967.
والذى حدث فى نموذجى الخديو إسماعيل، وأنور السادات، من استقدام للغرب اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً يقدم نفسه أيضاً كدليل حى على أنه فى حال غياب القيادة الحضارية الواعية والسياسات والمؤسسات الوطنية المستقلة، فإن استقدام الغرب يمثل تطوراً طبيعياً فى شكل العلاقات الدولية بين المجتمعات التابعة وتلك المتبوعة، فالغرب إذن كان دائماً مستعداً للصدام معنا، فقط الأمر كان دائماً ونحسبه لا يزال يتوقف على التربة السياسية والاجتماعية، وتوفر الإطار الحضارى الذى يستقبله ولم يقل أحد من المهاجمين للغرب بأنه، كان إجمالاً عدوانياً وتوسعياً كما يزعم البعض من الذين تربوا فى مؤسسات الغرب فدافعوا عنه بالحق وبالباطل معاً، وبلا امتلاك لنظرة انتقادية تفرق بين الإنسانى فى السياق الحضارى الغربى وبين «الوافد الغربى» عندما اصطدم بحضارات الشرق فى تطورها الأخير، فافترسها ولم يتفاعل معها، ومارس أسوأ ما فى الغرب تاريخياً عليها، وتقديرنا للحضارة الغربية فى إضافاتها إلى التطور الإنسانى شىء، ونقد ممارسات هذه الحضارة مع غيرها ومع الحضارة العربية الإسلامية على وجه الخصوص، شىء مختلف تماماً!.
من هذا التمهيد نصل إلى نتيجة مؤداها أن انكسار مشاريعنا القومية والاجتماعية ونشوء أنساق جديدة من القيم السياسية والاجتماعية وتدهور عمليات النهوض والتنمية، ارتبط دائماً بالاحتكاك السياسى والاقتصادى والثقافى مع الغرب ولعل فى نموذج الانفتاح الاستهلاكى على الغرب فى عهد الرئيس المصرى أنور السادات على وجه التحديد ما يقوم هنا كدليل قوى على ما نقول.
ومن هنا أيضاً كان إدراك الغرب لأهمية فهم المجتمعات التى يقاتلها أو يتعامل معها، حتى لا تطول فترات التمهيد للاستغلال الاقتصادى العسكرى والسياسى.
ومن ثم فإن ما يسمى بالاحتكاك العلمى مع الغرب إبان سنوات التطبيع الأولى مع العدو الصهيونى وحتى اليوم من خلال مؤسسات وهيئات البحث العلمى فى الوطن العربى، يخفى خلفه أغراضاً سياسية مبرمجة تهدف إلى احتلال العقل العربى أولاً تمهيداً لاحتلال الوطن والأرض ثانياً، وليس معنى هذا أن هذه النتيجة تنصب على كل أشكال الاحتكاك العلمى مع الغرب، إن هذا يكون فى تصورنا حكماً منافياً للواقع، لأن ما يتم وفق خطط قومية وبرامج وسياسات مدروسة داخل بعض الأقطار العربية، لا مؤاخذة عليه طالما أدرك وخطط ووعى حجم وأبعاد هذا الاحتكاك، إلا أن ما ندينه وننبه إليه هو ذلك «النوع العشوائى» من الاحتكاك العلمى مع الغرب، والذى يخفى خلفه سياسات متضاربة ومصالح ضيقة لدى بعض الأفراد أو الهيئات، والتى يستثمرها الغرب بوعى، وتحديداً (الولايات المتحدة ومن ثم إسـرائيل) خير استثمار، فيتغلغل فى صمت ويتقدم بشكل مبرمج وبنوايا مسبقة لهزيمة العقل العربى واحتلاله تمهيداً لاحتلال الوطن!.
وهنا يثار سؤال: أليس هناك فارق بين الغرب وبين إسرائيل فى مسألة الاحتلال العقلى هذه؟ وهنا تقدم المعلومات قديمها وحديثها فى مجال التعاون العلمى الصلة الوثيقة بين إسرائيل وأمريكا وهناك عشرات الأدلة على ذلك وطالما نحن نتحدث فى هذه الدراسة عن السنوات الأولى للتطبيع بين مصر وإسرائيل فإننا سنذكر نموذجا لما يؤكد تلك العلاقة الوثيقة والخطر المشترك بين أمريكا وإسرائيل ها هى دراسة هامة لـ«كولن نورمان» منشورة فى مجلة Sience الأمريكية بالعدد 215 فى 5 فبراير 1982 ص639، يكشف وبالأرقام الدور التاريخى الذى تلعبه وكالة التنمية الأمريكية منذ بداية التطبيع بين مصر وإسرائيل فى مجال الربط والدعم المادى بين علماء مصر وإسرائيل فى مجال الزراعة والبحث العلمى بـ15 مليون دولار من خلال ثلاثة مشاريع كبرى. والطريف فى الأمر أن الدكتور/ يوسف والى كان هو المسئول عن الطرف المصرى فى الاتفاق وكان وقتها أستاذاً بكلية الزراعة جامعة القاهرة ثم أضحى بعدها بعد أن تم اختبار ولائه وصداقته للأمريكيين والصهاينة وزيراً للزراعة لأكثر من عشرين عاماً تم فيها تخريب الزراعة واختراقها بالأسمدة والمبيدات الإسرائيلية والعلاقات الدافئة مع الكيان الصهيونى.
هذا بالإضافة إلى الدور الهام الذى قامت به فى السنوات الأولى للتطبيع وتحديداً فى الأعوام الأولى من الثمانينيات ولا تزال تقوم به الجامعة الأمريكية فى بيروت والقاهرة ومؤسسات فورد فونديش الأمريكية وراندا، وهيئة المعونة الأمريكية، ومعهد الـ«إم آى تى» الأمريكى والمركز الثقافى الأمريكى بالقاهرة، ومراكز البحوث الأمريكية فى بلدان المشرق العربى، وأيضاً ما قامت به المؤسسات الأوروبية الكبرى مثل فريدريش إيبرت وفريدريش ناومان الألمانيتين من ربط بين العلماء اليهود الصهاينة والعلماء العرب تحت دعوى التعاون العلمى والبحوث المشتركة والممولة، من هنا فإن العلاقة وطيدة بين الاحتكاك العلمى الغربى بالمنطقة العربية وبين الدور الصهيونى واليهودى بداخله، خاصة فى تلك المجتمعات التى تغيب فيها رقابة الدولة القطرية على سياسات البحوث المشتركة وتترك للعشوائية الفردية، والتى ازدهرت فى السبعينيات ولعل فى دراسة «النموذج المصرى» فى الاختراق العلمى، ما قد يفيد سواء فى إظهار حجم الخطر القادم، أو فى التدليل عليه وعلى الدور المشبوه الذى تلعبه المؤسسات البحثية الغربية إجمالاً وهو الأمر غير المستغرب فى ظل سيطرة المخابرات الأمريكية والغربية على نشاط الجامعات والأساتذة والفكر بداخل أوطانهم، وفى ظل العلاقات الخاصة بين هذه المخابرات والمخابرات الإسرائيلية «الموساد»، أى أننا أمام «شبكة متسقة الأدوار» وواعية بما تفعل ومدركة لمصالحها وأولويات معاركها مع منطقتنا، وهى الحقيقة التى كانت غائبة فى السنوات الأولى للتطبيع ولا تزال غائبة حتى الآن عند الذين يعملون بإخلاص مع الهيئات البحثية الغربية سالفة الذكر، ولا يزالون يسوقون حججاً ساذجة تقول بالتعاون والاحتكاك واكتساب الخبرة وغير ذلك من المقولات التى ثبت خطؤها بل وخطرها على الأمن القومى المصرى والعربى.
ولنتأمل «نموذج مصر» الذى كانت تعده إسرائيل للتعريب فى باقى أجزاء الوطن العربى عله يفيد.
لا يستقيم فى ظنى الحديث عن تنامى ظاهرة التطبيع الثقافى والاقتصادى والسياسى، اليوم (2010) مع العدو الصهيونى، دونما عودة توثيقية لسنوات التطبيع الأولى بين إسرائيل والحكومة المصرية، ففى تلك السنوات وضعت اللبنات الأولى لهذه السياسات، وفيها تم تجريب الأفكار والخطط حتى يسهل ممارستها فى السنوات التالية، وفى هذه الدراسة نقترب من قضية التطبيع (وتحديداً التطبيع الثقافى) فى سنيه الأولى، وما ارتبط به من مقولات بدت كبيرة ومدوية (مثل الاحتكاك الحضارى والعلمى مع الآخر) وأن صراعنا مع إسرائيل فقط صراع نفسى ولابد من إسقاط جدار العداوة النفسية مع الآخر مقولات مع الزمن ثبت أنها كانت زائفة، وكان يراد بها تسهيل عملية الاختراق المنظم للعقل المصرى، حتى يبتلع الجريمة ويمررها، وهو ما جرى منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد (1978) وتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (مارس 1979) وحتى يومنا هذا (2010). وإلى الدراسة لنكشف من خلالها أبعاد مؤامرة الاختراق التى تمت ذات يوم منذ ثلاثين عاماً، ضد العقل المصرى، كمقدمة لاختراق ممنهج للعقل العربى والتى لازالت فصولها تتوالى.
فور توقيع اتفاقات كامب ديفيد (سبتمبر 1978)، ولعدة سنوات تحتل عقد الثمانينيات من القرن الماضى، كانت المنطقة العربية تعيش حالة من الممكن تسميتها بـ«هزيمة الذات»، على مستوى الفكر والحركة السياسية، حالة نفسية وسياسية معقدة، تتجاوز حدود القيادة الحاكمة إلى حيث النخب المثقفة والمواطن العادى، وتتبدى أهم مظاهرها فى الشعور الدفين بفقدان القدرة على الفعل، وعلى المواجهة المنظمة للتحديات المحيطة وغياب الإرادة الجماعية القادرة على فرز التناقضات الثانوية من تلك الرئيسية والتى يحتل الصراع العربى الصهيونى قمتها.
وفى ظل حالة الهزيمة تلك، بات يومها من المتوقع اختلاط المعايير القيمية والسياسية داخل القطر العربى الواحد وليس فقط بين الأقطار العربية مجتمعة، وعليه وردت إلينا آنئذٍ وطبعاً لا تزال ترد قيم جديدة فى مجالات الثقافة والبحث العلمى مثلما وردت فى مجالات السياسة والاقتصاد، وسمعنا بما يسمى بظاهرة «البحوث الاجتماعية والثقافية المشتركة» بين هيئات وباحثين أجانب وبين هيئات وباحثين عرب، أكسبوها مسميات عدة من قبيل «التعاون العلمى» و«الاحتكاك الحضارى» و«اكتساب الخبرة» تماماً مثلما اكتسبت مفاهيم من قبيل «التبعية» و«الاحتلال الاقتصادى» مسميات أخرى من قبيل «استثمار رأس المال الأجنبى» و«المعونة الاقتصادية» و«الدعم الدولى» وغير ذلك من مسميات خارجية لا تستطيع بأى حال أن تخفى القيم الحقيقية والجوهر السياسى والاقتصادى للمفهوم!.
وقد تكون الإرهاصات الأولى لهذه الهزيمة الذاتية ولحالة اختلاط المعايير والقيم قديمة، تعود إلى السنوات الأولى التالية لحرب 1967، بيد أن البداية الحقيقية لاشتداد سطوتها فى تصورنا تعود إلى المرحلة التالية لحرب 1973، وبدء ما يسمى بالحقبة النفطية وما استقدمته معها من قيم ومفاهيم بنائية جديدة أثرت أول ما أثرت على «مجتمعات المواجهة»، ونقصد الدول المواجهة لإسرائيل وبالأخص (لبنان ـ مصرـ الأردن ـ سوريا)، والتى تبدى فيها أكثر من غيرها حالة «الهزيمة» واختلاط المعايير القيمية والثقافية والسياسية المذكورة. وأيضاً -وهنا المفارقة التاريخية المهمة- ردود الفعل المقاومة لهذه الهزيمة وبدء ما يسمى بالحرب الشعبية وحروب العصابات والانتفاضات وحركات مقاومة التطبيع على اختلافها وتنوعها.
القضية التى نود التركيز عليها فى هذا البحث هى كيف أن الاستثمار الغربى والإسرائيلى على وجه الخصوص لحالة «هزيمة الذات» تلك التى واكبت سنوات التطبيع المصرى/ الإسرائيلى الأولى أواخر السبعينيات وأوائل عقد الثمانينيات من القرن الماضى كان مؤثراً، وأن الأخطار التى صاحبته ثم أعقبته كانت مؤلمة إلى الدرجة التى تطلبت مواجهة عربية جديدة متعددة الأدوات والمستويات، وآخذة فى حساباتها المتغيرات المتجددة الحاصلة داخل أركان الجسد العربى والتى اكتسبت حيويتها بعد مبادرة السادات بزيارة القدس عام 1977، وفى ظل سياسات كامب ديفيد (1978) وما تلاها.
من هنا فالقضية المحورية التى ندرسها باتت لها جوانب مهمة تتصل بمحاولات احتلال العقل العربى من قبل الاستراتيجية الأمريكية والغربية إجمالاً والاستراتيجية الصهيونية على وجه الخصوص, والتى أخذت مظاهر عدة على شكل مؤتمرات علمية مشتركة تارة، أو أبحاث اجتماعية وسياسية مشتركة بين أساتذة يهود وعرب تارة أخرى، أو تارة ثالثة بناء مؤسسات علمية صهيونية داخل بعض الأقطار العربية تحت غطاء أمريكى أو أوروبى غير مباشر أو مؤسسات صهيونية مباشرة مثل «المركز الأكاديمى الإسرائيلى بالقاهرة» والذى أنشئ عام 1982 كما سنورد تفصيلاً فيما بعد.
والقضية بهذا التحديد تتطلب الإجابة على عدة أسئلة: هل كان ثمة خطر حقيقى على العقل العربى (وفى القلب منه العقل المصرى) من الاحتكاك الغربى العلمى مع الغرب وإسرائيل؟ ثم أليس ثمة فروق أساسية بين الاحتكاك الغربى ومحاولات الاختراق الصهيونى وأنه من الإجحاف المساواة بينهما فى مستوى الخطورة؟ وهل لدينا نماذج محددة ومعلومات دقيقة عن سنوات التطبيع الأولى يمكننا من خلالها قياس مقدمات الخطر الصهيونى على العقل العربى فى مرحلة ما بعد كامب ديفيد بدلاً من الاحتكام إلى العموميات النظرية التى اعتدناها فى مجال فهمنا لقضية الصراع العربى الصهيونى؟ وأخيراً كيف كان العمل الشعبى والرسمى تجاه هذا الخطر؟.
تساؤلات مشروعة، والإجابة عليها قد تنير لنا بعض جوانب تلك القضية المعقدة التى لم يتم تناولها للأسف علمياً منذ تفجرت فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى.
وعليه فإن القضية يمكن محورتها حول المحاور الثلاثة التالية:
أولاً: الاحتكاك العلمى مع الغرب كما جرى فى سنوات التطبيع الأولى: حضارة أم اختراق؟
ثانياً: مصر ومقدمات الاختراق الصهيونى.
ثالثاً: كيف كانت سبل المواجهة للاختراق.
الاحتكاك العلمى مع الغرب: حضارة أم اختراق؟
إذا جاز لنا استخدام المنهج التاريخى النقدى لمناقشة ما حدث لواقعنا الحضارى العربى خلال المائتى عام الأخيرة من تطوره، فإن ثمة نتيجة هامة يمكن الانتهاء إليها، وهى أن الصدام مع الغرب الثقافى والعسكرى يكمن خلفه وبانتظام الأسباب الرئيسية لتخلفنا وتشرذمنا السياسى والثقافى، خاصة عندما تفتقد الأمة الإرادة السياسية المستقلة والقيادات الحاكمة القوية بسياساتها ومؤسساتها الاجتماعية، عندئذ يكون التخلف والتشرذم وفقدان القدرة على التحدى أو المواجهة نتيجة ملازمة لأية صدام مع الغرب.
ولنا فى نموذجى محمد على وعبد الناصر، ونموذجى الخديو إسماعيل وأنور السادات دلالات موحية، ففى النماذج الأربعة، كان التحدى الغربى الثقافى والعسكرى حاضراً، إلا أن الاستجابة له اختلفت من نموذج إلى آخر، ففى النموذجين الأولين محمد على وعبد الناصر كانت المنطقة العربية قوية بمؤسساتها الجديدة وعمليات النهضة والتنمية المستقلة ومن خلال الإدراك الواعى للقيادتين بالوظيفة الحضارية التى تقع عليهما، من هنا كانت استجابتهما للتحدى الغربى مع الفارق التاريخى بالطبع متشابهة فى صلابتها وقوتها وعدم الرضوخ له وتشكيل العلاقات مع هذا التحدى وفق المعايير الوطنية والمصالح القومية دون تفريط أو اغتراب، ومن ثم رأى الغرب ضرورة أن يصفى المنطقة من هذه القيادات، فكانت النهاية الدرامية لمحمد على فى اتفاقية لندن عام 1840 والنهاية المتشابهة لعبد الناصر مع هزيمة 1967.
والذى حدث فى نموذجى الخديو إسماعيل، وأنور السادات، من استقدام للغرب اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً يقدم نفسه أيضاً كدليل حى على أنه فى حال غياب القيادة الحضارية الواعية والسياسات والمؤسسات الوطنية المستقلة، فإن استقدام الغرب يمثل تطوراً طبيعياً فى شكل العلاقات الدولية بين المجتمعات التابعة وتلك المتبوعة، فالغرب إذن كان دائماً مستعداً للصدام معنا، فقط الأمر كان دائماً ونحسبه لا يزال يتوقف على التربة السياسية والاجتماعية، وتوفر الإطار الحضارى الذى يستقبله ولم يقل أحد من المهاجمين للغرب بأنه، كان إجمالاً عدوانياً وتوسعياً كما يزعم البعض من الذين تربوا فى مؤسسات الغرب فدافعوا عنه بالحق وبالباطل معاً، وبلا امتلاك لنظرة انتقادية تفرق بين الإنسانى فى السياق الحضارى الغربى وبين «الوافد الغربى» عندما اصطدم بحضارات الشرق فى تطورها الأخير، فافترسها ولم يتفاعل معها، ومارس أسوأ ما فى الغرب تاريخياً عليها، وتقديرنا للحضارة الغربية فى إضافاتها إلى التطور الإنسانى شىء، ونقد ممارسات هذه الحضارة مع غيرها ومع الحضارة العربية الإسلامية على وجه الخصوص، شىء مختلف تماماً!.
من هذا التمهيد نصل إلى نتيجة مؤداها أن انكسار مشاريعنا القومية والاجتماعية ونشوء أنساق جديدة من القيم السياسية والاجتماعية وتدهور عمليات النهوض والتنمية، ارتبط دائماً بالاحتكاك السياسى والاقتصادى والثقافى مع الغرب ولعل فى نموذج الانفتاح الاستهلاكى على الغرب فى عهد الرئيس المصرى أنور السادات على وجه التحديد ما يقوم هنا كدليل قوى على ما نقول.
ومن هنا أيضاً كان إدراك الغرب لأهمية فهم المجتمعات التى يقاتلها أو يتعامل معها، حتى لا تطول فترات التمهيد للاستغلال الاقتصادى العسكرى والسياسى.
ومن ثم فإن ما يسمى بالاحتكاك العلمى مع الغرب إبان سنوات التطبيع الأولى مع العدو الصهيونى وحتى اليوم من خلال مؤسسات وهيئات البحث العلمى فى الوطن العربى، يخفى خلفه أغراضاً سياسية مبرمجة تهدف إلى احتلال العقل العربى أولاً تمهيداً لاحتلال الوطن والأرض ثانياً، وليس معنى هذا أن هذه النتيجة تنصب على كل أشكال الاحتكاك العلمى مع الغرب، إن هذا يكون فى تصورنا حكماً منافياً للواقع، لأن ما يتم وفق خطط قومية وبرامج وسياسات مدروسة داخل بعض الأقطار العربية، لا مؤاخذة عليه طالما أدرك وخطط ووعى حجم وأبعاد هذا الاحتكاك، إلا أن ما ندينه وننبه إليه هو ذلك «النوع العشوائى» من الاحتكاك العلمى مع الغرب، والذى يخفى خلفه سياسات متضاربة ومصالح ضيقة لدى بعض الأفراد أو الهيئات، والتى يستثمرها الغرب بوعى، وتحديداً (الولايات المتحدة ومن ثم إسـرائيل) خير استثمار، فيتغلغل فى صمت ويتقدم بشكل مبرمج وبنوايا مسبقة لهزيمة العقل العربى واحتلاله تمهيداً لاحتلال الوطن!.
وهنا يثار سؤال: أليس هناك فارق بين الغرب وبين إسرائيل فى مسألة الاحتلال العقلى هذه؟ وهنا تقدم المعلومات قديمها وحديثها فى مجال التعاون العلمى الصلة الوثيقة بين إسرائيل وأمريكا وهناك عشرات الأدلة على ذلك وطالما نحن نتحدث فى هذه الدراسة عن السنوات الأولى للتطبيع بين مصر وإسرائيل فإننا سنذكر نموذجا لما يؤكد تلك العلاقة الوثيقة والخطر المشترك بين أمريكا وإسرائيل ها هى دراسة هامة لـ«كولن نورمان» منشورة فى مجلة Sience الأمريكية بالعدد 215 فى 5 فبراير 1982 ص639، يكشف وبالأرقام الدور التاريخى الذى تلعبه وكالة التنمية الأمريكية منذ بداية التطبيع بين مصر وإسرائيل فى مجال الربط والدعم المادى بين علماء مصر وإسرائيل فى مجال الزراعة والبحث العلمى بـ15 مليون دولار من خلال ثلاثة مشاريع كبرى. والطريف فى الأمر أن الدكتور/ يوسف والى كان هو المسئول عن الطرف المصرى فى الاتفاق وكان وقتها أستاذاً بكلية الزراعة جامعة القاهرة ثم أضحى بعدها بعد أن تم اختبار ولائه وصداقته للأمريكيين والصهاينة وزيراً للزراعة لأكثر من عشرين عاماً تم فيها تخريب الزراعة واختراقها بالأسمدة والمبيدات الإسرائيلية والعلاقات الدافئة مع الكيان الصهيونى.
هذا بالإضافة إلى الدور الهام الذى قامت به فى السنوات الأولى للتطبيع وتحديداً فى الأعوام الأولى من الثمانينيات ولا تزال تقوم به الجامعة الأمريكية فى بيروت والقاهرة ومؤسسات فورد فونديش الأمريكية وراندا، وهيئة المعونة الأمريكية، ومعهد الـ«إم آى تى» الأمريكى والمركز الثقافى الأمريكى بالقاهرة، ومراكز البحوث الأمريكية فى بلدان المشرق العربى، وأيضاً ما قامت به المؤسسات الأوروبية الكبرى مثل فريدريش إيبرت وفريدريش ناومان الألمانيتين من ربط بين العلماء اليهود الصهاينة والعلماء العرب تحت دعوى التعاون العلمى والبحوث المشتركة والممولة، من هنا فإن العلاقة وطيدة بين الاحتكاك العلمى الغربى بالمنطقة العربية وبين الدور الصهيونى واليهودى بداخله، خاصة فى تلك المجتمعات التى تغيب فيها رقابة الدولة القطرية على سياسات البحوث المشتركة وتترك للعشوائية الفردية، والتى ازدهرت فى السبعينيات ولعل فى دراسة «النموذج المصرى» فى الاختراق العلمى، ما قد يفيد سواء فى إظهار حجم الخطر القادم، أو فى التدليل عليه وعلى الدور المشبوه الذى تلعبه المؤسسات البحثية الغربية إجمالاً وهو الأمر غير المستغرب فى ظل سيطرة المخابرات الأمريكية والغربية على نشاط الجامعات والأساتذة والفكر بداخل أوطانهم، وفى ظل العلاقات الخاصة بين هذه المخابرات والمخابرات الإسرائيلية «الموساد»، أى أننا أمام «شبكة متسقة الأدوار» وواعية بما تفعل ومدركة لمصالحها وأولويات معاركها مع منطقتنا، وهى الحقيقة التى كانت غائبة فى السنوات الأولى للتطبيع ولا تزال غائبة حتى الآن عند الذين يعملون بإخلاص مع الهيئات البحثية الغربية سالفة الذكر، ولا يزالون يسوقون حججاً ساذجة تقول بالتعاون والاحتكاك واكتساب الخبرة وغير ذلك من المقولات التى ثبت خطؤها بل وخطرها على الأمن القومى المصرى والعربى.
ولنتأمل «نموذج مصر» الذى كانت تعده إسرائيل للتعريب فى باقى أجزاء الوطن العربى عله يفيد.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar