معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

    كيف نحتقر الرئيس الذى انتصر ونقدس الرئيس الذى انهزم مرة واثنتين؟

    avatar
    عبد الحكيم
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 75
    تاريخ التسجيل : 19/05/2009
    نقاط التميز : 145
    معدل تقييم الاداء : 2

    كيف نحتقر الرئيس الذى انتصر ونقدس الرئيس الذى انهزم مرة واثنتين؟ Empty كيف نحتقر الرئيس الذى انتصر ونقدس الرئيس الذى انهزم مرة واثنتين؟

    مُساهمة من طرف عبد الحكيم الثلاثاء 29 ديسمبر - 5:54

    اعترف بأننى كنت أحد المعادين سياسيا للرئيس السادات على طول الخط، واعترف أن ذلك كان على خلفية أيديولوجية يسارية، فلم أكن أرى له أية إيجابية، بل كنت مؤمنا بأنه سبب كل البلاوى فى مصر فى عهده، وبعد مقتله.

    واعترف أيضا أننى ارتبكت، عندما كان المانشيت الرئيسى لصحيفة حزبية معارضة، الخائن الأعظم، ولم أستطع وقتها أن اتخذ موقفا حاسما، فالرجل طبقا لقناعاتى السياسية وقتها، يستحق هذا الوصف القاسى، لكن السؤال الذى أربكنى هو: من له الحق، هكذا وببساطة، أن يطلق مثل هذه الأحكام، ثم إن القضاء هو الجهة الوحيدة التى من حقها أن تقول هذا خائن أو غير خائن، فلا يجوز فى الخلاف السياسى تبادل الاتهامات الخطيرة من هذا النوع. على هذه الأرضية يمكن أن ترى معى إيجابيات الرئيس السادات، وأيضا سلبياته، وذلك بطرح الأسئلة:
    هل كانت هناك طريقة أخرى لتحرير سيناء، غير التى فعلها السادات؟
    لا أظن، ولا أظن أيضا أن ما تردد وقتها بأن حرب أكتوبر، حرب تحريك وليس تحرير، صحيح، و«الحرب الشعبية» التى طرحها اليسار، نوع من أحلام «الطفولية اليسارية»، فتوازنات القوى مع إسرائيل والإدارة الأمريكية، ناهيك عن التحالفات الغربية، والمناخ الدولى، لم تكن تسمح أبدا بذلك.. وبالتالى لم يكن هناك سوى استكمال تحرير سيناء بمعركة التفاوض.

    ربما يكون هناك خلاف هنا أو هناك فى تفاصيل حول المعاهدة، كان يمكن تحقيق مكاسب أكبر، مثل حجم التواجد العسكرى فى سيناء، ولكن فى كل الأحوال لا يمكن أن تكون هناك طريقة أخرى غير السلام.

    لماذا كل هذا الظلم لرجل خاض حربا وانتصر، فى حين نمجد من انهزم مرة واثنتين؟
    فى الحقيقة من الصعب وجود إجابة، ولكنها مفارقة غريبة، فالرئيس السادات هو الذى اتخذ قرار الحرب، وهو الذى انتصر، ومع ذلك لم تعترف قوى سياسية كثيرة بذلك، بل حاولت قوى أخرى، أن تمنح فضل هذه الحرب للرئيس جمال عبد الناصر وحده، وهذا غير صحيح طبعا، بل الأغرب أنه بالمقابل، يحظى الرئيس جمال عبد الناصر، وأنا أحبه رغم أننى لست ناصريا، بكل هذه البطولة، فى حين أنه تسبب فى هزيمة عسكرية للبلد مرتين، فى 1956 و1967، فكيف نحتقر المنتصر، ونهلل للمهزوم؟!

    لماذا لا ننسب للسادات حقه فى أنه أول من فتح باب الديمقراطية؟
    أعرف أن هناك تحفظات كثيرة فى إجابة هذا السؤال، أهمها أن الرئيس الراحل فتح الديمقراطية، ولكن مفاتيحها كانت فى يده، أو على حد تعبيره الشهير «الديمقراطية لها أنياب»، وأعرف أيضا أنه مخطئ تماما فى أنه فتح الباب واسعا أمام قوى دينية، بشكل غير قانونى، لضرب القوى الناصرية واليسارية، وأعرف أيضا أنه ارتكب جريمة سجن كل قيادات القوى السياسية المعارضة له و... و... وغيرها. ولكن أيضا من الصعب أن ننكر حق الرجل فى أنه مهد الطريق للديمقراطية، بعد الحزب الواحد والزعيم الواحد.

    هل كان السادات مخطئا فى سياسة الانفتاح الاقتصادى؟
    لا أظن، صحيح أنه كانت هناك أخطاء وخطايا، ولكن المبدأ صحيح، ولننظر فى العالم حولنا، فشلت كل السياسات الاقتصادية التى استندت إلى الاقتصاد الاشتراكى، حتى الصين نفسها تتحول منذ سنوات فى اتجاه الاقتصاد الحر.

    ما أردته من هذه الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها، هو التأكيد على فكرة أن السادات، مثل أى رئيس فى الدنيا، له ايجابياته وسلبياته، فقد انتهى منذ زمن عصر الزعيم الأوحد، واعتقد أننا لو عدلنا زاوية الرؤية من الأيديولوجيات المغلقة ومن الخندقة السياسية، إلى أن المعيار الأساسى هو مصلحة البلد، لأمكننا أن نعيد للرئيس السادات ولو بعضا من اعتباره وحقوقه.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس - 11:17