تصف المراجع التاريخية العربية المتداولة في مصر ..
وكذا كتب التاريخ التعليمية المصرية المقوقس ..
حاكم مصر عند غزو العرب ..
بأنه 'عظيم القبط' ..
ولكنها لا تذكر شيئا عن أسباب هذه العظمة ..
وهل هي راجعة إلي أسباب اجتماعية أو مالية أو ثقافية أو دينية أو عرقية ..
أم لأنه كان أميرا أو حاكما أو واليا..
تنقسم المراجع التاريخية التي تعرضت لشخصية المقوقس إلي نوعين:
مراجع عربية .. ومراجع قبطية وأجنبية ..
وقد حاول الكثير من المؤرخين .. من الغريب أنهم كانوا جميعا مؤرخين أجانب ..
خلال الثلاثة قرون الماضية التنقيب وبعمق لإجلاء حقيقة شخصية المقوقس.
خلفية تاريخية
من المفيد إلقاء نظرة علي بداية كرازة مرقس الرسول في مصر ..
حتى نعرف من هو المقوقس على وجه التحديد ..
فكعادة الرسل فى كرازتهم بالإيمان المسيحى ..
بدأ القديس مرقس كرازته لليهود المقيمين بالإسكندرية ..
ومن المعروف أن يهود الاسكندرية قد تأثروا بالفلسفة اليونانية ..
وبرز منهم الفيلسوف اليهودى فيلو الذى حاول شرح الإيمان اليهودى بمفاهيم الفلسفة اليونانية ..
والدليل علي ذلك أن اسم أنيانوس, وهو أول من آمن, هو المنطوق اليوناني لحنانيا العبري.
ثم انتقلت الكرازة من اليهود الذين كانوا متشبعين بالثقافة اليونانية ..
إلي اليونانيين المقيمين بمصر والذين كانت أعدادهم - مع أنهم أقلية - كبيرة ..
ثم تلاهم المصريون في الإيمان.
وكما تذكر المراجع التاريخية ..
فإنه كان هناك شبه انفصال في أماكن الإقامة بين المصريين من جهة واليهود واليونانيين من جهة أخري ..
لهذا كان البطاركة الأولون إما من خلفية يهودية أو يونانية ..
ويرجح أن أول بطريرك مصري الأصل هو ديمتريوس الكرام الذي اعتلي السدة المرقسية في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي.
استمر بطاركة الكرسي المرقسي يأتون من هذه الخلفيات الثلاث ..
حتي الانشقاق الذي حدث في مجمع خلقيدونية ..
الذي نتج عنه أن غالبية المصريين تبعوا إيمان البابا ديسقورس البطريرك القبطى آنذاك المخالف لقرارات المجمع ..
وغالبية اليونانيين تبعوا إيمان مجمع خلقيدونية ..
ولاحظ تأثير العامل العرقي والثقافي والسياسي علي اعتناق العقيدة ..
فقد أصبح هناك اثنان من البطاركة ..
أحدهما قبطي يختاره المصريون ، والآخر ملكاني يعينه الإمبراطور من اليونانيين المصريين أو من خارج مصر.
وقد تداخلت الفتن والقلاقل التي حدثت بمصر بين الشعب القبطي والسلطة البيزنطية الحاكمة ..
مع الفتن والمؤامرات والدسائس في البلاط الإمبراطوري بالقسطنطينية ..
وأدت إلي فترات من المواجهة الشديدة وفترات من الهدوء النسبي في مصر.
وتميزت فترة حكم الاإمبراطور جستنيان بتأثيرها الشديد علي الأحوال في مصر ..
والتي استمرت حتي سقوطها في يد العرب ..
حيث قسم جستنيان مصر إلي قسمين إداريين هما الإسكندرية مع الوجه البحري ، والصعيد ..
وقد جعل لكل منهما حاكما ..
الأمر الذي أدي إلي بذر بذور التنافس وسوء التنظيم بين الحاكمين ..
كما استحدث وضعا جديدا ..
فحينما نصب أبوليناريس بطريركا دخيلا (ملكانياً) علي الإسكندرية سنة541 م ..
قلده ، بالإضافة الي وظيفته الدينية ، سلطات عسكرية لتنفيذ سياسته الدينية ..
وما لبث أن أعطاه حق جمع الضرائب مباشرة لصيانة الكنائس والرعاية ..
فكانت هذه سابقة خطيرة لمن أتي بعده من الأباطرة ..
الذين أعطوا لأنصارهم الوسائل التي تمكنهم من التنكيل بخصومهم الدينيين ..
ويجددوا الاضطهاد الديني مرة أخري ..
ولكن هذه المرة بواسطة مسيحيين ضد مسيحيين.
وكان هذا أمرا خطيرا له أسوأ الأثر علي نفسية الأقباط ومستقبل مصر السياسي..
وخوفا من أن يقوم قائد الجيش البيزنطي في مصر بالاستقلال بها عن الإمبراطورية ..
قام جستنيان بإلغاء القيادة الموحدة ..
وقسم مصر إلي خمس دوقيات (أقسام كبري) يحكمها خمسة محافظين ..
يعينهم الامبراطور بمعرفته ويكونوا مسئولين أمامه مباشرة ..
وكان هؤلاء المحافظون يجمعون بين السلطتين المدنية والعسكرية.
وقد أوجد هذا التقسيم وضعا غريبا ..
فالأقسام الإدارية لا تنطبق مع الأقسام العسكرية ..
والاثنان لا ينطبقان مع التقسيم المالي ..
مما أوجد ليس فقط عدم تعاون بين هذه الأقسام بل تنافسا وصراعا ظهر تأثيره عندما جاء العرب مصر.
وتحتوي الفترة المتبقية وحتي دخول العرب لمصر علي أحداث مهمة ..
منها استيلاء هرقل علي السلطة في الإمبراطورية ..
وغزو الفرس لسورية وفلسطين ..
وسقوط أورشليم في يدهم حيث حملوا الصليب المقدس وأخذوه إلي بلادهم ..
وفي سنة 619 م استولوا علي مصر ..
ولكن هرقل تمكن من استرداد أورشليم ..
واستعاد الصليب المقدس وأعاده الي موضعه ..
كما تمكن من استرداد مصر سنة 629 م ..
وهكذا عادت مصر ثانية إلي الحكم البيزنطي ..
ولكن لم يستفد هرقل من الدرس ولم يكتف بأنه أحيا سياسة جستنيان في مصر بل بالغ فيها.
وفي محاولة من هرقل لتوحيد الكنائس التى انقسمت فى مجمع خلقيدونية علي مستوي الإمبراطورية ..
اعتقادا منه بأهمية الأمر من ناحية السلام السياسي..
لجأ إلي صياغة إيمانية جديدة هى (المونوثيلتية).
وفي سنة 638 م أصدر هرقل مرسومه الذي عرف باسم 'أكسيتيس' ..
وعزم علي إرغام الجميع علي قبوله ..
وكانت المقاومة الكبري له في الإسكندرية ..
حيث رفض الأقباط أي حل بيزنطي بداية من قرارات مجمع خلقيدونية.
كان ازدياد شعور الأقباط بقوميتهم هو الذي جعلهم أكثر الرافضين للحيود عن التقاليد القديمة ..
ورفض أية مساومات مع السلطة الإمبراطورية في المسائل الخاصة بالإيمان.
ولكون مصر ذات أهمية خاصة للإمبراطورية .. حيث كانت مخزن غلالها ..
صمم هرقل علي فرض معتقده بأية وسيلة ..
وكانت خطوته الأولي هي تعيين 'قيرس / قورش Cyrus' أسقف فاز (Phasis) في القوقاز ..
والذي كان ذو ميول نسطورية, بطريركا علي الإسكندرية.
وعينه أيضا في منصب الحاكم الإمبراطوري لإقليم مصر ..
وكان عليه أن يجعل الأقباط يقبلوا الإيمان الخلقيدوني والمونوثيلتية بأية وسيلة ..
فمنحه سلطات دينية وحربية ومالية وتنظيمية وقضائية واسعة.
وقد كان قيرس هذا يتمتع بذكاء وولاء ريائي للإمبراطور.
وصل قيرس إلي الإسكندرية سنة631 م وبدأ في تنفيذ خططه بلا هوادة ..
وفي خلال عشر سنوات غدا من أكثر الولاة البيزنطيين المكروهين في تاريخ مصر ..
إذ قد استغل الدين واستخدم صولجان الحكم لمحاولة فرض صيغة الإيمان التي أقرها هرقل.
هل قيرس / قورش هذا هو من أسماه العرب بالمقوقس؟
سأستعرض أهم ما كتبه المؤرخون العرب عنه بداية بالمؤرخين الأقرب إلي زمنه ..
وسأحاول أن أخرج باستنتاجات أقارنها بما كتبه المؤرخون الأقباط والأجانب.
- يذكر البلاذري (مولود سنة806 م) أن المقوقس صالح (أي عقد صلحا) عمرو (أي عمرو بن العاص) ..
وأن بعض الرواة يذهبون إلي أنه ساعد العرب.
- وجاء في تاريخ ابن الحكم (حوالي سنة850 م) عبارة أكثر دلالة تقول:
'فوجه هرقل ملك الروم المقوقس أميرا علي مصر وجعل إليه حربها وجباية خراجها ونزل الإسكندرية'.
- ويقول الطبري (839 ـ923 م) عن المقوقس إنه عظيم القبط ..
ويفرق بين حاكم الاسكندرية وحاكم منفيس (منف) ..
ويذكر أن المقوقس أرسل إلي منفيس جيشا تحت قيادة الجاثليق الذي كان كبير أساقفة النصاري واسمه ابن مريم.
- ويذكر سعد بن بطريق (المولود سنة876 م) أن المقوقس كان عاملا (أي مندوبا أو حاكما) علي الأموال في مصر لهرقل (أي من قبل هرقل).
- وبعد فترة تقرب من قرنين يذكر ابن الأثير (المولود سنة 1160 م) ..
أن المقوقس أرسل أبا مريم وأبا مريام ليقاتلا عمرو ..
وأنه كان يقود الجيش بنفسه في موقعة عين شمس ..
وأنه كان حاكم الإسكندرية وقت حصارها وأنه صالح 'عمرو'.
- أما أبو صالح (حوالي سنة 1200 م) يذكر أن نبي الإسلام بعث حاطب بن أبي بلتعه إلي المقوقس حاكم الإسكندرية سنة 6 هجرية (أي النصف الثاني من سنة 627 م) ..
ويقول إن هرقل استعمل (أي ولي) علي مصر جريج بن مينا المقوقس.
- أما ياقوت (المولود سنة 1178 م) فيعقد الأمور تعقيدا شديدا ..
حيث يذكر أن حصن بابليون كان حاكمه المندفور الذي اسمه الأعيرج ..
نائبا عن المقوقس ابن قرقب اليوناني الذي كان يقيم في الإسكندرية.
- ويذكر مكين (المولود حوالي سنة 1205 م) أن عامل هرقل (أي وكيله) علي مصر هو المقوقس ..
وأنه هو وعظماء القبط صالحوا عمرو.
- ويكتب ابن خلدون في أواخر القرن الرابع عشر أن المقوقس كان قبطيا.
- ويذكر ابن دقماق حوالي سنة1400 م أن المقوقس الرومي عامل هرقل.
- وينقل المقريزي (المولود سنة 1365 م) عن يزيد بن حبيب عبارة أن 'المقوقس الرومي كان واليا علي مصر وصالح عمرو'..
ويتفق المقريزي مع ياقوت في ذكر الأعيرج ..
وفي أن المقوقس بن قرقب كان يونانيا وأن المقوقس صالح العرب.
- أما كتاب الوافدي, وهو كتاب قصص غير ثابت التاريخ ..
فقد جاء فيه أن ملك القبط كان هو المقوقس بن رعيل.
- ويذكر أبو المحاسن (المولود سنة 1409 م) أن قائد قصر الشمع (حصن بابليون؟) كان الأعيرج وكان تحت أمرة المقوقس.
وجاء في نسختين خطيتين اسم المقوقس جريج بن مينا ..
وقد ذكر المؤرخ نفسه في موضع آخر أن قائد الحصن كان المندفور المسمي الأعيرج من قبل (أي الذي عينه) المقوقس بن قرقب.
ويروي المؤلف عن ابن كثير قصة منقولة عن ابن اسحق وغيره أن المسلمين عندما غزوا مصر قاتلهم أبو مريم جاثليق مصر وأبو مريام الأسقف ..
ثم عاد وذكر هذين الإسمين عند بناء الفسطاط.
- وأخيرا يكاد يتفق السيوطي (المولود سنة 1445 م) مع أبي المحاسن ..
وهو يذكر أن الحصن كان يقوده المندفور المسمي الأعيرج من قبل المقوقس بن قرقب اليوناني..
ويذكر أن مقام (أي محل إقامة) المقوقس كان في الإسكندرية وأنه صالح عمرو.
وكذا كتب التاريخ التعليمية المصرية المقوقس ..
حاكم مصر عند غزو العرب ..
بأنه 'عظيم القبط' ..
ولكنها لا تذكر شيئا عن أسباب هذه العظمة ..
وهل هي راجعة إلي أسباب اجتماعية أو مالية أو ثقافية أو دينية أو عرقية ..
أم لأنه كان أميرا أو حاكما أو واليا..
تنقسم المراجع التاريخية التي تعرضت لشخصية المقوقس إلي نوعين:
مراجع عربية .. ومراجع قبطية وأجنبية ..
وقد حاول الكثير من المؤرخين .. من الغريب أنهم كانوا جميعا مؤرخين أجانب ..
خلال الثلاثة قرون الماضية التنقيب وبعمق لإجلاء حقيقة شخصية المقوقس.
خلفية تاريخية
من المفيد إلقاء نظرة علي بداية كرازة مرقس الرسول في مصر ..
حتى نعرف من هو المقوقس على وجه التحديد ..
فكعادة الرسل فى كرازتهم بالإيمان المسيحى ..
بدأ القديس مرقس كرازته لليهود المقيمين بالإسكندرية ..
ومن المعروف أن يهود الاسكندرية قد تأثروا بالفلسفة اليونانية ..
وبرز منهم الفيلسوف اليهودى فيلو الذى حاول شرح الإيمان اليهودى بمفاهيم الفلسفة اليونانية ..
والدليل علي ذلك أن اسم أنيانوس, وهو أول من آمن, هو المنطوق اليوناني لحنانيا العبري.
ثم انتقلت الكرازة من اليهود الذين كانوا متشبعين بالثقافة اليونانية ..
إلي اليونانيين المقيمين بمصر والذين كانت أعدادهم - مع أنهم أقلية - كبيرة ..
ثم تلاهم المصريون في الإيمان.
وكما تذكر المراجع التاريخية ..
فإنه كان هناك شبه انفصال في أماكن الإقامة بين المصريين من جهة واليهود واليونانيين من جهة أخري ..
لهذا كان البطاركة الأولون إما من خلفية يهودية أو يونانية ..
ويرجح أن أول بطريرك مصري الأصل هو ديمتريوس الكرام الذي اعتلي السدة المرقسية في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي.
استمر بطاركة الكرسي المرقسي يأتون من هذه الخلفيات الثلاث ..
حتي الانشقاق الذي حدث في مجمع خلقيدونية ..
الذي نتج عنه أن غالبية المصريين تبعوا إيمان البابا ديسقورس البطريرك القبطى آنذاك المخالف لقرارات المجمع ..
وغالبية اليونانيين تبعوا إيمان مجمع خلقيدونية ..
ولاحظ تأثير العامل العرقي والثقافي والسياسي علي اعتناق العقيدة ..
فقد أصبح هناك اثنان من البطاركة ..
أحدهما قبطي يختاره المصريون ، والآخر ملكاني يعينه الإمبراطور من اليونانيين المصريين أو من خارج مصر.
وقد تداخلت الفتن والقلاقل التي حدثت بمصر بين الشعب القبطي والسلطة البيزنطية الحاكمة ..
مع الفتن والمؤامرات والدسائس في البلاط الإمبراطوري بالقسطنطينية ..
وأدت إلي فترات من المواجهة الشديدة وفترات من الهدوء النسبي في مصر.
وتميزت فترة حكم الاإمبراطور جستنيان بتأثيرها الشديد علي الأحوال في مصر ..
والتي استمرت حتي سقوطها في يد العرب ..
حيث قسم جستنيان مصر إلي قسمين إداريين هما الإسكندرية مع الوجه البحري ، والصعيد ..
وقد جعل لكل منهما حاكما ..
الأمر الذي أدي إلي بذر بذور التنافس وسوء التنظيم بين الحاكمين ..
كما استحدث وضعا جديدا ..
فحينما نصب أبوليناريس بطريركا دخيلا (ملكانياً) علي الإسكندرية سنة541 م ..
قلده ، بالإضافة الي وظيفته الدينية ، سلطات عسكرية لتنفيذ سياسته الدينية ..
وما لبث أن أعطاه حق جمع الضرائب مباشرة لصيانة الكنائس والرعاية ..
فكانت هذه سابقة خطيرة لمن أتي بعده من الأباطرة ..
الذين أعطوا لأنصارهم الوسائل التي تمكنهم من التنكيل بخصومهم الدينيين ..
ويجددوا الاضطهاد الديني مرة أخري ..
ولكن هذه المرة بواسطة مسيحيين ضد مسيحيين.
وكان هذا أمرا خطيرا له أسوأ الأثر علي نفسية الأقباط ومستقبل مصر السياسي..
وخوفا من أن يقوم قائد الجيش البيزنطي في مصر بالاستقلال بها عن الإمبراطورية ..
قام جستنيان بإلغاء القيادة الموحدة ..
وقسم مصر إلي خمس دوقيات (أقسام كبري) يحكمها خمسة محافظين ..
يعينهم الامبراطور بمعرفته ويكونوا مسئولين أمامه مباشرة ..
وكان هؤلاء المحافظون يجمعون بين السلطتين المدنية والعسكرية.
وقد أوجد هذا التقسيم وضعا غريبا ..
فالأقسام الإدارية لا تنطبق مع الأقسام العسكرية ..
والاثنان لا ينطبقان مع التقسيم المالي ..
مما أوجد ليس فقط عدم تعاون بين هذه الأقسام بل تنافسا وصراعا ظهر تأثيره عندما جاء العرب مصر.
وتحتوي الفترة المتبقية وحتي دخول العرب لمصر علي أحداث مهمة ..
منها استيلاء هرقل علي السلطة في الإمبراطورية ..
وغزو الفرس لسورية وفلسطين ..
وسقوط أورشليم في يدهم حيث حملوا الصليب المقدس وأخذوه إلي بلادهم ..
وفي سنة 619 م استولوا علي مصر ..
ولكن هرقل تمكن من استرداد أورشليم ..
واستعاد الصليب المقدس وأعاده الي موضعه ..
كما تمكن من استرداد مصر سنة 629 م ..
وهكذا عادت مصر ثانية إلي الحكم البيزنطي ..
ولكن لم يستفد هرقل من الدرس ولم يكتف بأنه أحيا سياسة جستنيان في مصر بل بالغ فيها.
وفي محاولة من هرقل لتوحيد الكنائس التى انقسمت فى مجمع خلقيدونية علي مستوي الإمبراطورية ..
اعتقادا منه بأهمية الأمر من ناحية السلام السياسي..
لجأ إلي صياغة إيمانية جديدة هى (المونوثيلتية).
وفي سنة 638 م أصدر هرقل مرسومه الذي عرف باسم 'أكسيتيس' ..
وعزم علي إرغام الجميع علي قبوله ..
وكانت المقاومة الكبري له في الإسكندرية ..
حيث رفض الأقباط أي حل بيزنطي بداية من قرارات مجمع خلقيدونية.
كان ازدياد شعور الأقباط بقوميتهم هو الذي جعلهم أكثر الرافضين للحيود عن التقاليد القديمة ..
ورفض أية مساومات مع السلطة الإمبراطورية في المسائل الخاصة بالإيمان.
ولكون مصر ذات أهمية خاصة للإمبراطورية .. حيث كانت مخزن غلالها ..
صمم هرقل علي فرض معتقده بأية وسيلة ..
وكانت خطوته الأولي هي تعيين 'قيرس / قورش Cyrus' أسقف فاز (Phasis) في القوقاز ..
والذي كان ذو ميول نسطورية, بطريركا علي الإسكندرية.
وعينه أيضا في منصب الحاكم الإمبراطوري لإقليم مصر ..
وكان عليه أن يجعل الأقباط يقبلوا الإيمان الخلقيدوني والمونوثيلتية بأية وسيلة ..
فمنحه سلطات دينية وحربية ومالية وتنظيمية وقضائية واسعة.
وقد كان قيرس هذا يتمتع بذكاء وولاء ريائي للإمبراطور.
وصل قيرس إلي الإسكندرية سنة631 م وبدأ في تنفيذ خططه بلا هوادة ..
وفي خلال عشر سنوات غدا من أكثر الولاة البيزنطيين المكروهين في تاريخ مصر ..
إذ قد استغل الدين واستخدم صولجان الحكم لمحاولة فرض صيغة الإيمان التي أقرها هرقل.
هل قيرس / قورش هذا هو من أسماه العرب بالمقوقس؟
سأستعرض أهم ما كتبه المؤرخون العرب عنه بداية بالمؤرخين الأقرب إلي زمنه ..
وسأحاول أن أخرج باستنتاجات أقارنها بما كتبه المؤرخون الأقباط والأجانب.
- يذكر البلاذري (مولود سنة806 م) أن المقوقس صالح (أي عقد صلحا) عمرو (أي عمرو بن العاص) ..
وأن بعض الرواة يذهبون إلي أنه ساعد العرب.
- وجاء في تاريخ ابن الحكم (حوالي سنة850 م) عبارة أكثر دلالة تقول:
'فوجه هرقل ملك الروم المقوقس أميرا علي مصر وجعل إليه حربها وجباية خراجها ونزل الإسكندرية'.
- ويقول الطبري (839 ـ923 م) عن المقوقس إنه عظيم القبط ..
ويفرق بين حاكم الاسكندرية وحاكم منفيس (منف) ..
ويذكر أن المقوقس أرسل إلي منفيس جيشا تحت قيادة الجاثليق الذي كان كبير أساقفة النصاري واسمه ابن مريم.
- ويذكر سعد بن بطريق (المولود سنة876 م) أن المقوقس كان عاملا (أي مندوبا أو حاكما) علي الأموال في مصر لهرقل (أي من قبل هرقل).
- وبعد فترة تقرب من قرنين يذكر ابن الأثير (المولود سنة 1160 م) ..
أن المقوقس أرسل أبا مريم وأبا مريام ليقاتلا عمرو ..
وأنه كان يقود الجيش بنفسه في موقعة عين شمس ..
وأنه كان حاكم الإسكندرية وقت حصارها وأنه صالح 'عمرو'.
- أما أبو صالح (حوالي سنة 1200 م) يذكر أن نبي الإسلام بعث حاطب بن أبي بلتعه إلي المقوقس حاكم الإسكندرية سنة 6 هجرية (أي النصف الثاني من سنة 627 م) ..
ويقول إن هرقل استعمل (أي ولي) علي مصر جريج بن مينا المقوقس.
- أما ياقوت (المولود سنة 1178 م) فيعقد الأمور تعقيدا شديدا ..
حيث يذكر أن حصن بابليون كان حاكمه المندفور الذي اسمه الأعيرج ..
نائبا عن المقوقس ابن قرقب اليوناني الذي كان يقيم في الإسكندرية.
- ويذكر مكين (المولود حوالي سنة 1205 م) أن عامل هرقل (أي وكيله) علي مصر هو المقوقس ..
وأنه هو وعظماء القبط صالحوا عمرو.
- ويكتب ابن خلدون في أواخر القرن الرابع عشر أن المقوقس كان قبطيا.
- ويذكر ابن دقماق حوالي سنة1400 م أن المقوقس الرومي عامل هرقل.
- وينقل المقريزي (المولود سنة 1365 م) عن يزيد بن حبيب عبارة أن 'المقوقس الرومي كان واليا علي مصر وصالح عمرو'..
ويتفق المقريزي مع ياقوت في ذكر الأعيرج ..
وفي أن المقوقس بن قرقب كان يونانيا وأن المقوقس صالح العرب.
- أما كتاب الوافدي, وهو كتاب قصص غير ثابت التاريخ ..
فقد جاء فيه أن ملك القبط كان هو المقوقس بن رعيل.
- ويذكر أبو المحاسن (المولود سنة 1409 م) أن قائد قصر الشمع (حصن بابليون؟) كان الأعيرج وكان تحت أمرة المقوقس.
وجاء في نسختين خطيتين اسم المقوقس جريج بن مينا ..
وقد ذكر المؤرخ نفسه في موضع آخر أن قائد الحصن كان المندفور المسمي الأعيرج من قبل (أي الذي عينه) المقوقس بن قرقب.
ويروي المؤلف عن ابن كثير قصة منقولة عن ابن اسحق وغيره أن المسلمين عندما غزوا مصر قاتلهم أبو مريم جاثليق مصر وأبو مريام الأسقف ..
ثم عاد وذكر هذين الإسمين عند بناء الفسطاط.
- وأخيرا يكاد يتفق السيوطي (المولود سنة 1445 م) مع أبي المحاسن ..
وهو يذكر أن الحصن كان يقوده المندفور المسمي الأعيرج من قبل المقوقس بن قرقب اليوناني..
ويذكر أن مقام (أي محل إقامة) المقوقس كان في الإسكندرية وأنه صالح عمرو.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar