معا لغد افضل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معا لغد افضل

4 مشترك

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود الجمعة 16 يناير - 11:40

    من كتاب الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لمحمد ابو شهبة



    روى السيوطي في الدر المنثور ، في تفسير قوله تعالى : {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوت} روايات كثيرة وقصصا عجيبة رويت عن ابن عمر ، وابن مسعود ، وعلي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وكعب ، والربيع ، والسدي ، رواها ابن جرير الطبري في تفسيره ، وابن مردويه ، والحاكم ، وابن المنذر ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي ، والخطيب في تفاسيرهم وكتبهم لاصتها : أنه لما وقع الناس من بني آدم فيما وقعوا فيها من المعاصي والكفر بالله ، قالت الملائكة في السماء : أي رب ، هذا العالم إنما خلقتهم لعبادتك ، وطاعتك ، وقد ركبوا الكفر ، وقتل النفس الحرام ، وأكل المال الحرام ، والسرقة ، والزنا ، وشرب الخمر ، فجعلوا يدعون عليهم ، ولا يعذرونهم فقيل لهم : إنهم في غيب ، فلم يعذروهم ، وفي بعض الروايات أن الله قال لهم : لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم ، قالوا : سبحانك ما كان ينبغي لنا ، وفي رواية أخرى : قالوا : لا. فقيل لهم : اختاروا منكم ملكين آمرهما بأمري ، وأنهاهما عن معصيتي ، فاختاروا هاروت ، وماروت ، فأهبطا إلى الأرض ، وركبت فيهما الشهوة ، وأمرا أن يعبدا الله ، ولا يشركا به شيئا ، ونهيا عن قتل النفس الحرام ، وأكل المال الحرام ، والسرقة ، والزنا ، وشرب الخمر ، فلبثا على ذلك في الأرض زمانا ، يحكمان بن الناس بالحق ، وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في سائر الناس كحسن الزهرة في سائر الكواكب ، وأنهما أراداها على نفسها ، فأبت إلا أن يكونا على أمرها ودينها ، وأنهما سألاها عن دينها ، فأخرجت لهما صنما ، فقالا : لا حاجة لنا في عبادة هذا ، فذهبا فصبرا ما شاء الله ، ثم أتيا عليها ، فخضعا لها بالقول ، وأراداها على نفسها ، فأبت إلا أن يكونا على دينها ، وأن يعبدا الصنم الذي تعبده ، فأبيا ، فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم ، قالت لهما : اختارا إحدى الخلال الثلاث : إما أن تعبدا هذا الصنم ، أو تقتلا النفس ، أو تشربا هذا الخمر ، فقالا : هذا لا ينبغي ، وأهون الثلاثة شرب الخمر ، وسقتهما الخمر ، حتى إذا أخذت الخمر فيهما وقعا بها3 فمر بهما إنسان ، وهما في ذلك ، فخشيا أن يفشي عليهما ، فقتلاه ، فلما أن ذهب عنهما السكر ، عرفا ما قد وقعا فيه من الخطيئة ، وأرادا أن يصعدا إلى السماء ، فلم يستطيعا وكشف الغطاء فيما
    بينهما ، وبين أهل السماء ، فنظرت الملائكة إلى ما قد وقعا فيه من الذنوب ، وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض ، فلما وقعا فيما وقعا فيه من الخطيئة ، قيل لهما : اختارا عذاب الدنيا ، أو عذاب الآخرة ، فقالا : أما عذاب الدنيا فينقطع ويذهب ، وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له ، فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما بها يعذبان معلقين بأرجلهما ، وفي بعض الروايات ، أنهما علماها الكلمة التي يصعدان بها إلى السماء ، فصعدت ، فمسخها الله ، فهي هذا الكوكب المعروف بالزهرة
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود الجمعة 16 يناير - 11:42

    ويذكر السيوطي أيضًا في كتابه ما رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه : عن عائشة ، أنها قدمت عليها امرأة من دومة الجندل ، وأنها أخبرتها أنها جيء لها بكلبين أسودين فركبت كلبا ، وركبت امرأة أخرى الكلب الآخر ، ولم يمض غير قليل ، حتى وقفتا ببابل ، فإذا هما برجلين معلقين بأرجلهما ، وهما هاروت وماروت ، واسترسلت المرأة التي قدمت على عائشة في ذكر قصة عجيبة غريبة.
    ويذكر أيضا : أن ابن المنذر أخرج من طريق الأوزاعي ، عن هارون بن رباب ، قال : دخلت على عبد الملك بن مروان وعنده رجل قد ثنيت له وسادة ، وهو متكئ عليها ، فقالوا : هذا قد لقي هاروت ، وماروت فقالوا له : حدثنا رحمك الله : فأنشأ الرجل يحدث بقصة عجيبة غريبة
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود الجمعة 16 يناير - 11:46

    وكل هذا من خرفات بني إسرائيل ، وأكاذيبهم التي لا يشهد لها عقل ، ولا نقل ، ولا شرع ، ولم يقف بعض رواة هذا القصص الباطل عند روايته عن بعض الصحابة والتابعين ولكنهم أوغلوا باب الإثم ، والتجني الفاضح ، فألصقوا هذا الزور إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفعوه إليه ، فقد قال السيوطي : أخرج سعيد ، وابن جرير ، والخطيب في تاريخ ، عن نافع ، قال : سافرت مع ابن عمر ، فلما كان من آخر الليل :قال : يا نافع : انظر : هل طلعت الحمراء ؟ قلت : لا ، مرتين أو ثلاثا ، ثم قلت : قد طعلت ، قال : لا مرحبا بها ، ولا أهلا : قلت : سبحان الله!! نجم مسخر ، ساع ، مطيع!! قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "وإن الملائكة قالت : يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب ؟ قال : إني ابتليتهم وعافيتكم ، قالوا : لو كنا مكانهم ما عصيناك ، قال : فاختاروا ملكين منكم ، فلم يألوا جهدا أن يختاروا فاختاروا هاروت وماروت ، فنزلا ، فألقى الله عليهم الشبق ، قلت : وما الشبق ؟ قال : الشهوة ، فجاءت امرأة يقال لها : الزهرة فوقعت في قلبيهما ، فجعل كل واحد منهما يخفي عن صاحبه ما في نفسه ، ثم قال أحدهما للآخر : هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي ؟ قال : نعم ، فطلباها لأنفسهما ، فقالت : لا أمكنكما حتى تعلماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء ، وتهبطان ، فأبيا ، ثم سألاها أيضا ، فأبتن ففعلا ، فلما استطيرت طمسها الله كوكبا ، وقطع أجنحتها ، ثم سألا التوبة من ربهما ، فخيرهما بين عذاب الدنيا ، وعذاب الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا على عذاب الآخرة ، فأوحى الله إليهما : أن ائتيا "بابل" فانطلقا إلى بابل ، فخسف بهما ، فهما منكوسان بين السماء والأرض ، معذبان إلى يوم القيامة ، ثم ذكر أيضا رواية أخرى ، مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تخرج في معناها عما ذكرنا ، ولا ينبغي أن يشك مسلم عاقل فضلا عن طالب حديث في أن هذا موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم مهما بلغت أسانيده من الثبوت فما بالك إذا كانت أسانيدها واهية ، ساقطة ، ولا تخلو من وضاع ، أو ضعيف ، أو مجهول ؟!! ونص على وضعه أئمة الحديث!!
    وقد حكم بوضع هذه القصة الإمام أبو الفرج ابن الجوزي ، ونص الشهاب العراقي على أن من اعتقد في هاروت وماروت أنهما ملكان يعذبان على خطيئتهما : فهو كافر بالله العظيم ، وقال الإمام القاضي عياض في "الشفاء" ، وما ذكره أهل الأخبار ، ونقله المفسرون في قصة هاروت وماروت : لم يرد فيه شيء لا سقيم ، ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هو شيئًا يؤخذ بالقياس.
    وكذلك : حكم بوضع المرفوع من هذه القصة : الحافظ : عماد الدين ابن كثير ، وأما ما ليس مرفوعا : فبين أن منشأة روايات إسرائيلية عن كعب وغيره ، ألصقها زنادقة أهل الكتاب بالإسلام ، قال رحمه الله في تفسيره بعد أن تكلم على الأحاديث الواردة في هاروت وماروت ، وأن روايات الرفع غريبة جدا ، وأقرب ما يكون في ذلك أنه من رواية عبد الله بن عمر ، عن كعب الأحبار ، كما قال عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله بن ابن عمر ، عن كعب ، ورفع مثل هذه الإسرائيليات إلى النبي كذب واختلاق ألصقه زنادقة أهل الكتاب ، زورا وبهتانا" وذكر مثل ذلك في البداية والنهاية.
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود الجمعة 16 يناير - 11:49

    أقول : وهذا الذي قاله العلامة ابن كثير هو : الحق الذي لا ينبغي أن يقال غيره. وليس أدل على هذا من أن ابن جرير رواها بالسند الذي ذكره ابن كثير ، وبغيره عن ابن عمر ، عن كعب الأحبار4 ، ولكن بعض الرواة غلطا ، أو سوء نية ، رفعها ونسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذا ردها المحققون من المفسرين الذين مهروا في معرفة أصول الدين ، وأبت عقولهم أن تقبل هذه الخرافات : كالإمام الرازي ، وأبي حيان ، وأبي السعود ، والآلوسي ،
    ثم هذه من ناحية العقل غير مسلمة ، فالملائكة معصومون عن مثل هذه الكبائر ، التي لا تصدر من عربيد ، وقد أخبر الله عنهم بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، كما ورد في بعض الروايات التي أشرت إليها آنفا رد لكلام الله ، وفي رواية أخرى : أن الله قال لهما : لو ابتليتكما بما ابتليت به بني آدم لعصيتماني ، فقالا : لو فعلت بنايا رب ما عصيناك!! ورد كلام الله كفر ، ننزه عنه من له علم بالله وصفاته ، فضلًا عن الملائكة.
    ثم كيف ترفع الفاجرة إلى السماء ، وتصير كوكبا مضيئا ، وما النجم الذي يزعمون أنه : "الزهرة" وزعموا أنه كان امرأة ، فمسخت إلا في مكانه ، من يوم أن خلق الله السموات والأرض.
    وهذه الخرافات التي لا يشهد لها نقل صحيح ، ولا عقل سليم هي كذلك مخالفة لما صار عند العلماء المحدثين أمرا يقينا ، ولا أدرى ماذا يكون موقفنا أمام علماء الفلك ، والكونيات ، إذا نحن لم نزيف هذه الخرافات ، وسكتنا عنها ، أو انتصرنا لها ؟!!
    وإذا كان بعض العلماء المحدثين1 مال إلى ثبوت مثل هذه الروايات التي لا نشك في كذبها ، فهذا منه تشدد في التمسك بالقواعد ، من غير نظر إلى ما يلزم من الحكم بثبوت ذلك من المحظورات ، وأنا لا أنكر أن بعض أسانيدها صحيحة أو حسنة ، إلى بعض الصحابة أو التابعين ، ولكن مرجعها ومخرجها من إسرائيليات بني إسرائيل ، وخرافاتهم ، والراوي قد يغلط ، وبخاصة في رفع الموقوف ، وقد حققت هذا في مقدمات البحث ، وأن كونها صحيحة في نسبتها لا ينافي كونها باطلة في ذاتها ، ولو أن الانتصار لمثل هذه الأباطيل يترتب عليه فائدة ما لغضضنا الطرف عن مثل ذلك ، ولما بذلنا غاية الجهد في التنبيه إلى بطلانها ، ولكنها فتحت على المسلمين باب شر كبير ، يجب أن يغلق.
    ويرحم الله الإمام الحافظ الناقد البصير : ابن كثير فقد نبه على أصل الداء ، ووصف له الدواء ، وبيَّن الحق والصواب في موقف المسلم من هذه الخرافات.
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود الجمعة 16 يناير - 11:53

    ما التفسير الصحيح للآية ؟
    وليس من شأني في هذا الكتاب مجرد الهدم والإبطال لهذه الإسرائيليات والخرافات فحسب ، ولكني إلى ذلك سأعنى بتفسير الآيات التي حرفت عن مواضعها ، تفسيرا علميا صحيحا ، يشهد له النقل الصحيح ، والعقل السليم ، والسابق واللاحق من الآيات ،

    حتى يزداد القارئ يقينا أنها دخيلة على القرآن الكريم ، وإليك التفسير الصحيح.
    قوله تعالى : {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}1.
    وليس في الآية ما يدل ولو من بعد على هذه القصة المنكرة ، وليس السبب في نزول الآية ذلك ، وإنما السبب : أن الشياطين في ذلك الزمن السحيق كانوا يسترقون السمع من السماء ، ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ، ويُلْقُونها إلى كهنة اليهود وأحبارهم. وقد دوَّنها هؤلاء في كتب يقرؤونها ، ويعلمونها الناس ، وفشا ذلك في زمن سليمان عليه السلام حتى قالوا : هذا علم سليمان وما تم لسليمان ملكه إلا بهذا العلم ، وبه يسخر الإنس ، والجن ، والريح التي تجري بأمره ، وهذا من افتراءات اليهود على الأنبياء ، فأكذبهم الله بقوله : {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}2.
    ثم عطف عليه : {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} فالمراد بما أنزل هو : علم السحر الذي نزلا ليعلماه الناس ، حتى يحذروا منه ، فالسبب في نزولهما هو : تعليم الناس أبوابا من السحر ، حتى يعلم الناس الفرق بين السحر والنبوة ، وأن سليمان لم يكن ساحرا ، وإنما كان نبيا مرسلا من ربه ، وقد احتاط الملكان عليهما السلام غاية الاحتياط ، فما كانا يُعلِّمان أحدا شيئا من السحر حتى يُحذِّراه ، ويقولا له : إنما نحن فتنة أي بلاء واختبار ، فلا تكفر بتعلمه والعمل به ، وأما من تعلمه للحذر منه ، وليعلم الفرق بينه وبين النبوة والمعجزة ؛ فهذا لا شيء فيه ، بل هو أمر مطلوب ، مرغوب فيه إذا دعت الضرورة إليه ، ولكن الناس ما كانوا يأخذون بالنصيحة ، بل كانوا يفرقون به بين المرء وزوجه ، وذلك بإذن الله ومشيئته ، وقد دلت الآية : على أن تعلم السحر لتحذير الناس من الوقوع فيه والعمل به
    مباح ، ولا إثم فيه ، وأيضا تعلمه ؛ لإزالة الاشتباه بينه ، وبين المعجزة ، والنبوة مباح ، ولا إثم فيه ، وإنما الحرم والإثم في تعلمه أو تعليمه للعمل به ، فهو مثل ما قيل :
    عرفت الشر لا للشر لكن لتوقِّيهِ
    ومن لا يعرف الشر من الناس يقعْ فِيهِ
    واليهود عليهم لعائن الله لما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعلمون أنه النبي الذي بشرت به التوراة حتى كانوا يستفتحون به على المشركين قبل ميلاده وبعثته ، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ، ونبذوا كتابهم التوراة ، وكتاب الله القرآن وراء ظهورهم ، وبدل أن يتبعوا الحق المبين اتبعوا السحر الذي توارثوه عن آبائهم والذي علمتهم إياه الشياطين ، وكان الواجب عليهم أن ينبذوا السحر ، ويحذروا الناس من شره ، وذلك كما فعل الملكان : هاروت وماروت من تحذير الناس من شروره ، والعمل به ، وهذا هو التفسير الصحيح للآية ، لا ما زعمه المبطلون الخرفون وبذلك : يحصل التناسق بين الآيات وتكون الآية متآخية متعانقة ، ولا أدري ما الصلة بين ما رووه من إسرائيليات ، وبين قوله : {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} الآية.
    والعجب : أن الإمام ابن جرير حوَّم حول ما ذكرناه في تفسير الآية ثم لم يلبث أن ذكر ما ذكر! والخلاصة : على القارئ أن يحذر من هذه الإسرائيليات ؛ سواء وجدها في كتاب تفسير ، أو حديث أو تاريخ أو مواعظ ، أو أدب أو.......
    love for ever
    love for ever
    الزعيمة
    الزعيمة


    عدد المساهمات : 2621
    رقم العضوية : 37
    تاريخ التسجيل : 08/07/2008
    نقاط التميز : 3166
    معدل تقييم الاداء : 81
    من مواضيعي : موضوع نقاش وبحث
    الخطأ؟؟؟؟؟
    ماذا يحدث حولنا؟؟؟؟
    صغيران اسفل العينين
    مصر الاولى على العالم
    اقوال مأثوره
    معلومات ع الماشي
    معلومات في الطب


    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف love for ever الإثنين 19 يناير - 12:52

    هاروت وماروت
    هاروت وماروت




    قال الله تعالى في سورة البقرة :{وما كفَرَ سليمانُ ولكنَّ الشياطينَ كفروا يُعلّمون الناسَ السحرَ وما أُنزِل على الملكينِ ببابلَ هاروتَ وماروتَ وما يُعلّمانِ من أحدٍ حتَّى يقولا إنما نحنُ فتنةٌ فلا تكفُرْ فيتعلَّمونَ منهما ما يُفرّقونَ بهِ بينَ المرءِ وزوجِه وما هُم بضارّينَ بهِ من أحدٍ إلاَّ بإذن اللهِ ويتعلَّمونَ ما يضرُّهم ولا ينفعُهم (102)}.



    ذكَر الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعضَ مخازي اليهود من بني إسرائيل، الذين لم يؤمنوا به ولا بالقرءان الكريمِ المصدِّق للتوراة الأصلية التي أُنزلت على سيدنا موسى عليه السلامُ وتضمنتِ الدعوةَ إلى الإيمانِ باللهِ وحدَه لا شريكَ ولا شبيه له والإيمانِ بموسى رسولاً ونبيًّا وبالإسلامِ دينًا وشريعةً.



    وكان من المخازي التي ارتكبها الكفارُ من بني إسرائيل أنَّهم في عهد سيدنا سليمان عليه السلام تركوا الزَّبور كتابَ الله واتَّبعوا ما ألقَت إليهم الشياطين من كُتب السّحر.



    كانتِ الشياطين تصعدُ إلى الفضاءِ فتصلُ إلى الغمام والسحابِ حيثُ يسترقونَ السمعَ من كلامِ الملائكةِ الذين يتحدَّثونَ ببعض ما سيكونُ بإذن الله في الأرضِ من موتٍ أو أمر أو مصائب، فيأتون الكهنَة الكفار الذين يزعمون بأنّهم يعلمون الغيبَ ويُخبروهم، فتُحدّثُ الكهنةُ الناسَ فيجدونه كما قالوا، فلما ركنَت إليهم الكهنة، أدخلوا الكذبَ على أخبارهم فزادوا مع كل كلمةٍ سبعين كلمة، وكتبَ الناسُ ذلك الكلام في الكتب، وفشا في بني إسرائيل أنَّ الجنَّ والشياطين يعلمون الغيبَ والعياذ بالله.



    فبعثَ سيدنا سليمان عليه السلام بعضَ جنوده وجمعَ تلك الكتبَ فجعلها في صندوق، ثم دفنها تحتَ كرسيّه، ولم يكن أحدٌ من الشياطين يستطيع أن يقتربَ من الكرسيّ وإلاّ احترقَ، وقال سليمان :"لا أسمعُ أحدًا يذكرُ أنَّ الشياطين يعلمونَ الغيبَ إلاّ ضربتُ عنقَه". وكان الشياطينُ مغتاظينَ من سيدنا سليمان عليه السلام لأنَّ اللهَ أعطاهُ سرًّا، فكانوا يطيعونه مع كفرهم، من غير أن يؤمنوا كانوا يخدمونه، يعملون له أعمالاً شاقّة.



    ولما ماتَ سليمان عليه السلام، وقلّ عدد العلماءِ الذين عرفوا ماذا فعل سليمانُ بكتبِ السّحر وأنّه دفنها تحت كرسيّه، ومضى جيلٌ وأتى غيرُه، تمثّل إبليسُ في صورة إنسان، ثمّ أتى جماعة من بني إسرائيل، فقال لهم: هل أدلّكم على كنْزٍ لا ينفدُ بالأخذ منه؟ قالوا: نعم، قال :"إنّ سليمان لم يكن نبيًّا إنما كان ساحرًا، فاحفروا تحتَ كرسيّه"، فاعترض المسلمونَ وغضبوا وقالوا :"بل كان سليمانُ نبيًّا مسلمًا مؤمنًا".



    وعاد إبليس لتزيين الشرّ فوسوسَ للكفارِ من بني إسرائيل ممن صدقوا كلامَه وذهب معهم وأراهم المكانَ ووقف جانبًا، فقالوا له :"اقتربْ يا هذا"، فقال: لا، ولكنني ها هنا بين أيديكم، فإن لم تجدوا الصندوق فاقتلوني"، فحفروا فوجدوا الصندوق وأخرجوا تلك الكتب. فلما أخرجوها قال إبليس اللعين :"إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطيرَ بهذا السحر"، فقال الكفار :"لقد كان سليمان ساحرًا، هذا سِحرهُ، به كان يأمرنا ويه يقهرنا".



    ثم طار إبليس، وفشَا بين الناس أن سليمان كان ساحرًا والعياذ بالله وكذلك صاحبُه ءاصفُ بنُ برْخيا الذي جلب له عرش بلقيس بكرامةٍ أكرمه الله بها.



    وأخذ كفارُ بني إسرائيل يعملون بما في تلك الكتب، والحقُّ أن السحرَ ليس من عمل الأنبياءِ ولا الأولياء، وما كفَر سليمان عليه السلام لأنّه نبيٌّ من عند الله منزّه عن الكبائر وصغائرِ الخِسَّة وعن كل القبائحِ والرذائل فضلاً عن أنّه منزّه عن الكفر.





    نزول هاروت وماروت:



    لما كثُر السحرةُ الذين تتلمذوا على أيدي الشياطين في عهد سيدنا سليمان عليه السلامُ وادَّعوا النبوةَ وتحدّوا الناس بالسحر، أنزل الله ملَكين من ملائكته الكرام وهما هاروت وماروتُ ليعلّما الناسَ ما هو السحرُ فيتمكنوا من تمييز السحر من المعجزة، ويتبين كذبُ السحرةِ في دعواهم النبوة، ولكي لا يلتبس على بعض الناس حالهم، فإنّ السحرَ يعارَض بسحرٍ أقوى منه فقد يبطل السحر ساحر ءاخر.



    وفيه التمويه والتخييل على الناس، وخُدع وشعوذات، ومن جهةٍ أخرى هو نوعٌ من خدمة الشياطين للسحرة لأن الشياطين أجسام لطيفة لا يراها الناس، ويكونُ السحرُ أحيانًا بوضع تركيبةٍ من موادَّ معينةٍ تُجمع وتُحرق ويتخذُ منها رماد وحِبرٌ ويُقرأ عليها كلمات وأسماء ثم تستعمل في ما يحتاجُ إليها من السحر، وأما المعجزةُ فهي أمرٌ خارق للعادة لا يعارض بالمِثْل، يظهر على يدِ مدّعي النبوة وقد يكونُ مقرونًا بالتحدّي.



    نزلَ الملَكان هاروت وماروت ليظهرا للناسِ الفرقَ بين السحر المطلوب تجنُّبه، وبين المعجزةِ التي هي دليلُ نبوّة الأنبياء عليهمُ السلام، فكانا يعلّمان تعليمَ إنذارٍ لا تعليمَ تشجيع له، كأنهما يقولان: لا تفعل كذا، كما لو سأل سائل عن صفة الزنا أو القتل فأُخبر بصفته ليجتنبه، أو يقولان: فلا تكفر، أي فلا تتعلم السحرَ معتقدًا أنّه حقّ فتكفُرَ.



    وكانا لا يُعلّمان أحدًا حتى ينصحاهُ بأنهما جُعلا ابتلاءً واختبارًا، وبيَّن اللهُ في القرءان أن الملكيْن أقصى ما يعلّمانه هو كيفَ يُفرّف بين الرجل وزوجته، وأن ضرر ذلك لا يكونُ إلا بمشيئة الله، لأنَّ اللهَ تعالى هو الذي يخلق النفع والضرر، ثم أثبتَ تعالى أنّ من يتعلم السحر ويرتكبه فهو ضرر عليه ويعودُ عليه بالوبال.



    وهاروت وماروت ملَكان كريمان من ملائكةِ اللهِ الذين لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويفعلونَ ما يؤمرون، فلا صحَّة أبدًا للقصّة التي تقول إن هاروتَ وماروتَ ملكان التقيا بامرأة جميلة ففعلا معها الفاحشة، فهذا الكلام كفر فيه تكذيب للقرءان الكريم.



    فليُحذر من مثل هذه القصص المكذوبة والمفتراة على دين الله وأنبيائه وملائكته.
    love for ever
    love for ever
    الزعيمة
    الزعيمة


    عدد المساهمات : 2621
    رقم العضوية : 37
    تاريخ التسجيل : 08/07/2008
    نقاط التميز : 3166
    معدل تقييم الاداء : 81
    من مواضيعي : موضوع نقاش وبحث
    الخطأ؟؟؟؟؟
    ماذا يحدث حولنا؟؟؟؟
    صغيران اسفل العينين
    مصر الاولى على العالم
    اقوال مأثوره
    معلومات ع الماشي
    معلومات في الطب


    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف love for ever الإثنين 19 يناير - 12:54

    الملفت للنظر هو تعلم السحر للناس لتتقيه
    فهل يوز علاج السحر بالسحر؟ هنا السؤال
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود السبت 24 يناير - 9:31

    سؤالك صعب بالفعل
    يذكر الشيخ محمد ابو شهبة في النص ان
    وأما من تعلمه للحذر منه ، وليعلم الفرق بينه وبين النبوة والمعجزة ؛ فهذا لا شيء فيه ، بل هو أمر مطلوب ، مرغوب فيه إذا دعت الضرورة إليه

    لكن هل نامن الا يفتتن الناس بالسحر ؟؟
    سؤال للاجابة علية نحتاج للكثير والكثير

    شكرا لمرورك الكريم ومساهمتك القيمة
    الساحر
    الساحر
    عضو مجتهد
    عضو  مجتهد


    عدد المساهمات : 216
    رقم العضوية : 105
    تاريخ التسجيل : 27/09/2008
    نقاط التميز : 229
    معدل تقييم الاداء : 6

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف الساحر الأربعاء 11 مارس - 6:59

    شكرا عصام مجهود رائع
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود الجمعة 17 أبريل - 9:29

    اشكر حضورك الكريم
    avatar
    محمود عبد السلام
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 58
    رقم العضوية : 426
    تاريخ التسجيل : 29/10/2009
    نقاط التميز : 58
    معدل تقييم الاداء : 0

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف محمود عبد السلام الخميس 5 نوفمبر - 2:00

    جزاكم الله كل خير
    avatar
    عصام محمود
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    رقم العضوية : 188
    تاريخ التسجيل : 29/11/2008
    نقاط التميز : 150
    معدل تقييم الاداء : 3

    الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت Empty رد: الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت

    مُساهمة من طرف عصام محمود السبت 2 يناير - 22:20

    اشكر حضورك الكريم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 18 أبريل - 22:44