دَوْر التعريبْ في تأصيل الثقافة الذاتيّة العربيّة
بقلم / عبد الكريم اليافي
يشتمل هذا البحث على قسمين: يتناول أولهما قضايا التعريب من الناحية التاريخية وهو بمثابة التوطئة وإن طالت، ويتضمن ثانيهما تشوّفات الحاضر واستشرافات المستقبل في تأصيل الثقافة الذاتية العربية من خلال التعريب وهو هدفنا في هذا البحث.
(1)
معنى التعريب:
قد يكون للفظ الواحد في كل لغة معان متعددة، وكذلك الشأن في اللغة العربية. والتعريب من الألفاظ المتعددة المعاني أي المشتركة. وهو مصدر عرّب بالتضعيف. يُقال عرّب فلان منطقه هذّبه من اللحن، وعرّب الاسم الأعجمي تفوّه به على منهاج العرب وصيره عربياً، وعرّب عن صاحبه تكلم عنه واحتج له. وقد ورد قولهم: أعرب الأعجمي وتعرّب واستعرب كل هذا للأغتم إذا فهم كلامه بالعربية. والأغتم من لا يفصح شيئاً. وللفظ عرّب معان أخرى نضرب صفحاً عن ذكرها لأنها بعيدة عن الموضوع الذي نعالجه.
ولقد تدرج لفظ عرّب بهذه المعاني المتقاربة بعض الشيء منذ القديم إلى معنى ترجمة النصوص الأجنبية , ونقلها إلى العربية, وتعليم العلوم الأجنبية بالعربية، وهو موضوعنا في هذا البحث.
الإنسانية كيان واحد:
إن الذي ينظر إلى تطور الإنسانية نظرة عامة تشمل أحقاب الزمن البعيدة حتى العصر الحاضر لا يساوره الشك في أنها كيان واحد ينمو ويتقدم وتسري فيه شريانات التكامل مشتبكة على الرغم من الخلافات الناشبة والأمراض الفتاكة والحروب المدمرة والانحرافات المضللة.
وليست الشعوب التي تحتويها الإنسانية منعزلاً بعضها عن بعض الانعزال كله , ولا منطوياً بعضها على نفسه انطواء مطبقاً، بل بينها دائماً نصيب من الاتصال والارتباط ضئيل أو جسيم. ومثل هذا الارتباط والاتصال والميل إلى التقارب والتعارف أشد ما كان البشر شعوراً به اليوم، إذ ازداد عددهم ازدياداً كبيراً وتقدموا في العلم والصناعة وضروب التقنية الحديثة، فانتشرت الصحف والمجلات التي تحمل أخبار المجتمعات وأحوالهم انتشاراً واسعاً، وشاعت الإذاعات التي تبث أمواجها السمعية والبصرية في الفضاء فتبلغ كل مكان.
وكذلك وصل الهاتفان السلكي واللاسلكي الأقطار المتباعدة وصلها الأقطار المتقاربة. ثم إن القاطرات والسيارات ناهبة المكان والسفن البخارية عابرة المحيطات والطائرات النفاثة ثم الصواريخ في المستقبل القريب تشج بين داني الأرض وقاصيها , وتيسر الأسفار والرحلات , وتختصر الأزمنة والمسافات , وتقضي مع الأقمار الصناعية إلى ضرورة التعاون العلمي والتعاون التقني الدوليين وما إليهما من شؤون.
وكما أن ارتباط الأمور الثقافية والاقتصادية والصناعية والسياسية بعضها ببعض واضح لا ريب فيه في القطر الواحد كذلك طفق يتضح في العصر الحاضر ارتباط هذه الأمور في القطر أو الدولة بأمثالها في الدولة الأخرى أو القطر الآخر، مهما أُقيمت الحوائل والسدود تلقاء الاتصال والتعاون، لأن كل تقدم للإنسانية يقتضي بطبيعة الأمور هذا التعاون والاتصال.
ثم إن حصائل العلوم في العصر الحاضر وثمرات الحضارة الراهنة ليست هي من مبتكرات شعب واحد من الشعوب أو عرق ممتاز من العروق , وإنما شاركت فيها فئات كثيرة وزمر متعددة كالجنود , مجهولين ومعروفين في غمار شعوب جمة.
ولئن كان لشعب أن يفتخر بالمعارف الفكرية التي قدمها والمكاسب العلمية التي حصل عليها والإتقان الذي وصل إليه فهو لا شك الشعب العربي ولا سيما في أحقاب حضارته الإسلامية. ويشهد على ذلك التراث الغني الضخم في العلوم والفنون والآداب والأخلاق والفلسفة , وهو تراث يزين مفرق الدهر بجواهره المتلألئة الخالدة.
تعريب الشعب العربي للعلوم في الحضارة العربية الإسلامية:
من مزايا الشعب العربي في حضارته الإسلامية رفعه مرتبة العلم والمعرفة فوق كل مرتبة. إنه اعتبر كلاًّ من التعلم والتعليم فرضاً، كما حثّ على النظر في آفاق الكون , وفي أسرار النفس الإنسانية , وجوانب المجتمع الإنساني بحيث يغدو كل كشف علمي في هذه الميادين تقرباً من الله , وتفهماً لكلماته التي لا تنتهي، وكما اعتبر العالم أعلى من العابد بمراتب كثيرة.
هذا الاتجاه جعل صفوة الناس الموهوبين من الشعب تنهد إلى تجميع تراث الشعوب الأخرى من صين وفرس ويونان , وإلى الحث على ترجمته ونقله إلى اللغة العربية. فصانوا بعملهم ذلك التراث الذي كان معرضاً للتبعثر والضياع , وسعوا لنشره وتنظيمه وتمثله والزيادة فيه ما أمكنتهم الزيادة من ثاقب فهم , ومن تجارب جديدة , ومن كشوف طريفة امتلأت بها الكتب والمؤلفات. وهذا جلي عند تصفح سجلات التاريخ وإن حاول بعض المتنطعين المتعصبين من الغربيين والأمريكيين أن يحجبوا تلك المآثر , وأن يطمسوا تلك المكارم.
وقد بلغ التعريب أوجه في زمن الخليفة العباسي المأمون. ولقد كان عصره مزهواً بالعباقرة والعلماء والمفكرين في كل علم وفن. جاء في كتاب "الغيث المسجم في شرح لامية العجم": أن المأمون لم يبتكر النقل والتعريب بل سبقه قبله كثير، فإن يحيى بن خالد البرمكي عرّب من كتب الفرس كثيراً مثل كليلة ودمنة , وعرّب لأجله كتاب المجسطي من كتب اليونان.
والمشهور أن أول من عرّب كتب اليونان خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع بكتب الكيمياء. ثم يقول المؤلف: "وللتراجمة في النقل طريقان: أحدهما طريق يوحنا بن البطريق وابن الناعمة الحمصي وغيرهما , وهو أن ينظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات اليونانية وما تدل عليه من المعنى فيأتي بلفظة مفردة من الكلمات العربية ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى , فيثبتها وينتقل إلى الأخرى كذلك حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه.
وهذه الطريقة رديئة لوجهين أحدهما أنه لا يوجد في الكلمات العربية كلمات تقابل جميع الكلمات اليونانية , ولهذا وقع في خلال هذا التعريب كثير من الألفاظ اليونانية على حالها.
الثاني أن خواص التركيب والنسب الإسنادية لا تطابق نظيرها من لغة إلى أخرى دائماً. وأيضاً يقع الخلل من جهة استعمال المجازات وهي كثيرة في جميع اللغات.
الطريق الثاني في التعريب طريق حنين بن إسحاق والجوهري وغيرهما وهو أن يؤتى إلى الجملة فيحصِّل معناها في ذهنه ويعبر عنها في اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها. وهذه الطريقة أجود ولهذا لم تحتج كتب حنين بن إسحاق إلى تهذيب إلا في العلوم الرياضية لأنه لم يكن قيِّماً بها بخلاف كتب الطب والمنطق والطبيعي والإلهي فإن الذي عربه منها لم يحتج إلى إصلاح، أما أوقليدس فقد هذبه ثابت بن قرة الحراني وكذلك المجسطي والمتوسطات بينهما".
كان العلماء متعاونين يسعى الواحد منهم إلى تلمس المواهب عند الناشئة فيقدمهم ويعلي شأنهم , ويدعمهم عند المسؤولين. تلك سنَّة العلماء الحقيقيين. يرجع الفضل في ظهور ثابت بن قرة بسلالته مثلاً إلى محمد بن موسى الخوارزمي ,و يذكر صاحب الفهرست أن ثابتاً كان صيرفياً بحران، استصحبه محمد بن موسى لما انصرف من بلد الروم لأنه رآه فصيحاً. وقيل : إنه قرأ على محمد بن موسى فتعلم في داره , فوجب حقه عليه , فوصله بالمعتضد وأدخله في جملة المنجمين. وأصل رئاسة الصائبة في هذه البلاد وبحضرة الخلفاء ثابت بن قرة , ثم ثبتت أحوالهم وعلت مراتبهم وبرعوا.
إن محمد بن موسى الخوارزمي(1) يقول فيه وفي أخويه أحمد والحسن صاحب الفهرست "وهؤلاء القوم ممن تناهى في طلب العلوم القديمة , وبذل فيها الرغائب , واتعبوا نفوسهم , وأنفذوا إلى بلد الروم من أخرجها إليهم , فأحضروا النقلة من الأصقاع والأماكن بالبذل السني , فأظهروا عجائب الحكمة , وكان الغالب عليهم من العلوم الهندسة والحيل (الميكانيك) والحركات والموسيقى والنجوم.
ويدلنا نص الغيث المسجم على أن النقل لم يكن دائماً بالمستوى المناسب فكان يحتاج إلى تهذيب وإيضاح المستغلق منه، وعلى تكرير الترجمة , فقد عرّب عبد الله بن هلال الأهوازي كليلة ودمنة مرة جديدة ليحيى بن خالد البرمكي سنة 165 بعد ترجمة ابن المقفع البليغة لها. كما يدل نص الفهرست على بذل المسؤولين المال والعون في دعم العلماء والنقلة.
وكان التعريب وتهذيبه متواصلين على مدى سنين طويلة , ولسنا هنا بصدد تاريخ التعريب عند العرب، فلذلك موضع آخر. ولكنا نحبّ أن نشير إلى رغبة المسؤولين في استيضاح الدقائق من كل كتاب أيَّاً كان نوعه. فلقد نبغَ في بلاد الشام قديماً طبيب حشائشي اهتم بالعقاقير الطبية النباتية , وهو ديسقوريدس ولد في عين زربى بشمال بلاد الشام من نواحي المصيصة في قليقيا، وساح يبحث عن الحشائش في البلاد , ويتفهم خواصها , وكتب إذ ذاك كتاب الحشائش والنباتات, ترجمه بمدينة السلام اصطفن بن بسيل في زمن المتوكل من اليونانية إلى العربية، وتصفح ذلك حنين بن إسحاق، فصحح الترجمة وأجازها، فما علم اصطفن من تلك الأسماء اليونانية في وقته له اسماً في اللسان العربي فسَّره بالعربية , وما لم يعلم له في اللسان العربي اسماً تركه في الكتاب على اسمه اليوناني ؛ اتكالاً منه على أن يبعث الله بعده من يعرف ذلك ويفسره باللسان العربي .
إذ التسمية لا تكون إلاَّ بالتواطؤ مع أهل كل بلد على أعيان الأدوية بما رأوا، وأن يسموا ذلك إما باشتقاق وإما بغير ذلك من تواطئهم على التسمية , فاتكلَّ اصطفن على شخوص يأتون بعده ممن قد عرف أعيان الأدوية التي لم يعرف هو لها اسماً في وقته فيسميها على قدر ما سمع في ذلك الوقت، كما ورد في كتاب ابن أبي أصيبعة.
وانتقل الكتاب إلى الأندلس ثم أهدى ملك القسطنطينة إلى الملك الناصر عبد الرحمن بن محمد بالأندلس هدايا منها كتاب ديسقوريدس مكتوباً بالإغريقية , وأرسل إليه بعد ذلك راهباً يدعى نيقولا تعاون هو وجماعة من الأطباء الأندلسيين في تفسير عقاقير كتاب ديسقوريدس والدلالة على أعيانها.
وألَّف ابن جلجل الذي أدرك الراهب نيقولا وجماعته وصحبهم كتاباً في "تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس". ولسنا نعرف بالضبط هل ترجم كتاب ديسقوريدس ترجمة جديدة بالأندلس، أو بقي الاعتماد على ترجمة اصطفن وتصحيح حنين لها.
وكان كتاب ديسقوريدس قد نقله حنين بن إسحاق من اليونانية إلى السريانية أيضاً لرئيس الأطباء بختيشوع بن جبريل، ثم نقل الكتاب من السريانية إلى العربية أبو سالم الملطي نقلاً فيه شيء من اللكنة السريانية في زمن السلطان ألبي بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق أحد الملوك التركمانيين في ديار بكر وماردين وميافارقين في القرن السادس الهجري , ولما لم تكن الترجمة واضحة ولا سليمة كلف السلطان نفسه مهران بن منصور بن مهران أن ينقله مرة جديدة إلى العربية نقلاً سليماً ودقيقاً.
وأيَّاً كان الأمر فإن كتاب الطبيب الشامي الذي كتبه بالإغريقية غدا مصدراً مهماً بعده لجالينوس وليحيى النحوي ولأمثالهما في الحضارة الإغريقية المتأخرة ثم للعلماء والأطباء العرب في المشرق والمغرب , فألفوا في الأدوية المفردة كتباً استفادوا فيها من كتاب الطبيب الشامي العين زربي , وزادوا فيها عليه ما عرفوه بأنفسهم ومارسوه بخبرتهم.
وحنين بن إسحاق هذا الذي مرّ ذكره آنفاً هو تلميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي لزمه حتى برع في لسان العرب "ثم اختير للترجمة واؤتمن عليها وكان المتخير لها جعفر المتوكل على الله , ووضع له كتَّاباً نحارير عالمين بالترجمة كانوا يترجمون , ويتصفح حنين ما ترجموا كاصطفن بن يسيل وحبيش (بن الحسن الدمشقي وهو ابن أخت حنين) وموسى بن أبي خالد الترجمان ويحيى بن هارون، كما يذكر ابن جلجل في كتابه "طبقات الأطباء والحكماء".
هذه العلوم المنقولة إلى العربية غدت بالتهذيب واضحة المعاني , جلية الدلالة , جيدة البيان , فلما وصلت إلى الأجيال التالية وجدوا فيها معيناً عذباً أمدّ عقولهم وغذّى قرائحهم , فاستفاضت البحوث , وتعاظم التقدم لأن المهم في التعريب إنما هو الفكر العلمي , وغرسه في اللغة المنقول إليها ليزدهر ويؤتي ثماراً جديدة شهية.
ولقد ناسبت اللغة العربية هذا النقل حتى إن تلك العلوم أنافت بحللها العربية الجديدة الدقيقة على ما كانت عليه في اللغات السابقة.
بقلم / عبد الكريم اليافي
يشتمل هذا البحث على قسمين: يتناول أولهما قضايا التعريب من الناحية التاريخية وهو بمثابة التوطئة وإن طالت، ويتضمن ثانيهما تشوّفات الحاضر واستشرافات المستقبل في تأصيل الثقافة الذاتية العربية من خلال التعريب وهو هدفنا في هذا البحث.
(1)
معنى التعريب:
قد يكون للفظ الواحد في كل لغة معان متعددة، وكذلك الشأن في اللغة العربية. والتعريب من الألفاظ المتعددة المعاني أي المشتركة. وهو مصدر عرّب بالتضعيف. يُقال عرّب فلان منطقه هذّبه من اللحن، وعرّب الاسم الأعجمي تفوّه به على منهاج العرب وصيره عربياً، وعرّب عن صاحبه تكلم عنه واحتج له. وقد ورد قولهم: أعرب الأعجمي وتعرّب واستعرب كل هذا للأغتم إذا فهم كلامه بالعربية. والأغتم من لا يفصح شيئاً. وللفظ عرّب معان أخرى نضرب صفحاً عن ذكرها لأنها بعيدة عن الموضوع الذي نعالجه.
ولقد تدرج لفظ عرّب بهذه المعاني المتقاربة بعض الشيء منذ القديم إلى معنى ترجمة النصوص الأجنبية , ونقلها إلى العربية, وتعليم العلوم الأجنبية بالعربية، وهو موضوعنا في هذا البحث.
الإنسانية كيان واحد:
إن الذي ينظر إلى تطور الإنسانية نظرة عامة تشمل أحقاب الزمن البعيدة حتى العصر الحاضر لا يساوره الشك في أنها كيان واحد ينمو ويتقدم وتسري فيه شريانات التكامل مشتبكة على الرغم من الخلافات الناشبة والأمراض الفتاكة والحروب المدمرة والانحرافات المضللة.
وليست الشعوب التي تحتويها الإنسانية منعزلاً بعضها عن بعض الانعزال كله , ولا منطوياً بعضها على نفسه انطواء مطبقاً، بل بينها دائماً نصيب من الاتصال والارتباط ضئيل أو جسيم. ومثل هذا الارتباط والاتصال والميل إلى التقارب والتعارف أشد ما كان البشر شعوراً به اليوم، إذ ازداد عددهم ازدياداً كبيراً وتقدموا في العلم والصناعة وضروب التقنية الحديثة، فانتشرت الصحف والمجلات التي تحمل أخبار المجتمعات وأحوالهم انتشاراً واسعاً، وشاعت الإذاعات التي تبث أمواجها السمعية والبصرية في الفضاء فتبلغ كل مكان.
وكذلك وصل الهاتفان السلكي واللاسلكي الأقطار المتباعدة وصلها الأقطار المتقاربة. ثم إن القاطرات والسيارات ناهبة المكان والسفن البخارية عابرة المحيطات والطائرات النفاثة ثم الصواريخ في المستقبل القريب تشج بين داني الأرض وقاصيها , وتيسر الأسفار والرحلات , وتختصر الأزمنة والمسافات , وتقضي مع الأقمار الصناعية إلى ضرورة التعاون العلمي والتعاون التقني الدوليين وما إليهما من شؤون.
وكما أن ارتباط الأمور الثقافية والاقتصادية والصناعية والسياسية بعضها ببعض واضح لا ريب فيه في القطر الواحد كذلك طفق يتضح في العصر الحاضر ارتباط هذه الأمور في القطر أو الدولة بأمثالها في الدولة الأخرى أو القطر الآخر، مهما أُقيمت الحوائل والسدود تلقاء الاتصال والتعاون، لأن كل تقدم للإنسانية يقتضي بطبيعة الأمور هذا التعاون والاتصال.
ثم إن حصائل العلوم في العصر الحاضر وثمرات الحضارة الراهنة ليست هي من مبتكرات شعب واحد من الشعوب أو عرق ممتاز من العروق , وإنما شاركت فيها فئات كثيرة وزمر متعددة كالجنود , مجهولين ومعروفين في غمار شعوب جمة.
ولئن كان لشعب أن يفتخر بالمعارف الفكرية التي قدمها والمكاسب العلمية التي حصل عليها والإتقان الذي وصل إليه فهو لا شك الشعب العربي ولا سيما في أحقاب حضارته الإسلامية. ويشهد على ذلك التراث الغني الضخم في العلوم والفنون والآداب والأخلاق والفلسفة , وهو تراث يزين مفرق الدهر بجواهره المتلألئة الخالدة.
تعريب الشعب العربي للعلوم في الحضارة العربية الإسلامية:
من مزايا الشعب العربي في حضارته الإسلامية رفعه مرتبة العلم والمعرفة فوق كل مرتبة. إنه اعتبر كلاًّ من التعلم والتعليم فرضاً، كما حثّ على النظر في آفاق الكون , وفي أسرار النفس الإنسانية , وجوانب المجتمع الإنساني بحيث يغدو كل كشف علمي في هذه الميادين تقرباً من الله , وتفهماً لكلماته التي لا تنتهي، وكما اعتبر العالم أعلى من العابد بمراتب كثيرة.
هذا الاتجاه جعل صفوة الناس الموهوبين من الشعب تنهد إلى تجميع تراث الشعوب الأخرى من صين وفرس ويونان , وإلى الحث على ترجمته ونقله إلى اللغة العربية. فصانوا بعملهم ذلك التراث الذي كان معرضاً للتبعثر والضياع , وسعوا لنشره وتنظيمه وتمثله والزيادة فيه ما أمكنتهم الزيادة من ثاقب فهم , ومن تجارب جديدة , ومن كشوف طريفة امتلأت بها الكتب والمؤلفات. وهذا جلي عند تصفح سجلات التاريخ وإن حاول بعض المتنطعين المتعصبين من الغربيين والأمريكيين أن يحجبوا تلك المآثر , وأن يطمسوا تلك المكارم.
وقد بلغ التعريب أوجه في زمن الخليفة العباسي المأمون. ولقد كان عصره مزهواً بالعباقرة والعلماء والمفكرين في كل علم وفن. جاء في كتاب "الغيث المسجم في شرح لامية العجم": أن المأمون لم يبتكر النقل والتعريب بل سبقه قبله كثير، فإن يحيى بن خالد البرمكي عرّب من كتب الفرس كثيراً مثل كليلة ودمنة , وعرّب لأجله كتاب المجسطي من كتب اليونان.
والمشهور أن أول من عرّب كتب اليونان خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع بكتب الكيمياء. ثم يقول المؤلف: "وللتراجمة في النقل طريقان: أحدهما طريق يوحنا بن البطريق وابن الناعمة الحمصي وغيرهما , وهو أن ينظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات اليونانية وما تدل عليه من المعنى فيأتي بلفظة مفردة من الكلمات العربية ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى , فيثبتها وينتقل إلى الأخرى كذلك حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه.
وهذه الطريقة رديئة لوجهين أحدهما أنه لا يوجد في الكلمات العربية كلمات تقابل جميع الكلمات اليونانية , ولهذا وقع في خلال هذا التعريب كثير من الألفاظ اليونانية على حالها.
الثاني أن خواص التركيب والنسب الإسنادية لا تطابق نظيرها من لغة إلى أخرى دائماً. وأيضاً يقع الخلل من جهة استعمال المجازات وهي كثيرة في جميع اللغات.
الطريق الثاني في التعريب طريق حنين بن إسحاق والجوهري وغيرهما وهو أن يؤتى إلى الجملة فيحصِّل معناها في ذهنه ويعبر عنها في اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها. وهذه الطريقة أجود ولهذا لم تحتج كتب حنين بن إسحاق إلى تهذيب إلا في العلوم الرياضية لأنه لم يكن قيِّماً بها بخلاف كتب الطب والمنطق والطبيعي والإلهي فإن الذي عربه منها لم يحتج إلى إصلاح، أما أوقليدس فقد هذبه ثابت بن قرة الحراني وكذلك المجسطي والمتوسطات بينهما".
كان العلماء متعاونين يسعى الواحد منهم إلى تلمس المواهب عند الناشئة فيقدمهم ويعلي شأنهم , ويدعمهم عند المسؤولين. تلك سنَّة العلماء الحقيقيين. يرجع الفضل في ظهور ثابت بن قرة بسلالته مثلاً إلى محمد بن موسى الخوارزمي ,و يذكر صاحب الفهرست أن ثابتاً كان صيرفياً بحران، استصحبه محمد بن موسى لما انصرف من بلد الروم لأنه رآه فصيحاً. وقيل : إنه قرأ على محمد بن موسى فتعلم في داره , فوجب حقه عليه , فوصله بالمعتضد وأدخله في جملة المنجمين. وأصل رئاسة الصائبة في هذه البلاد وبحضرة الخلفاء ثابت بن قرة , ثم ثبتت أحوالهم وعلت مراتبهم وبرعوا.
إن محمد بن موسى الخوارزمي(1) يقول فيه وفي أخويه أحمد والحسن صاحب الفهرست "وهؤلاء القوم ممن تناهى في طلب العلوم القديمة , وبذل فيها الرغائب , واتعبوا نفوسهم , وأنفذوا إلى بلد الروم من أخرجها إليهم , فأحضروا النقلة من الأصقاع والأماكن بالبذل السني , فأظهروا عجائب الحكمة , وكان الغالب عليهم من العلوم الهندسة والحيل (الميكانيك) والحركات والموسيقى والنجوم.
ويدلنا نص الغيث المسجم على أن النقل لم يكن دائماً بالمستوى المناسب فكان يحتاج إلى تهذيب وإيضاح المستغلق منه، وعلى تكرير الترجمة , فقد عرّب عبد الله بن هلال الأهوازي كليلة ودمنة مرة جديدة ليحيى بن خالد البرمكي سنة 165 بعد ترجمة ابن المقفع البليغة لها. كما يدل نص الفهرست على بذل المسؤولين المال والعون في دعم العلماء والنقلة.
وكان التعريب وتهذيبه متواصلين على مدى سنين طويلة , ولسنا هنا بصدد تاريخ التعريب عند العرب، فلذلك موضع آخر. ولكنا نحبّ أن نشير إلى رغبة المسؤولين في استيضاح الدقائق من كل كتاب أيَّاً كان نوعه. فلقد نبغَ في بلاد الشام قديماً طبيب حشائشي اهتم بالعقاقير الطبية النباتية , وهو ديسقوريدس ولد في عين زربى بشمال بلاد الشام من نواحي المصيصة في قليقيا، وساح يبحث عن الحشائش في البلاد , ويتفهم خواصها , وكتب إذ ذاك كتاب الحشائش والنباتات, ترجمه بمدينة السلام اصطفن بن بسيل في زمن المتوكل من اليونانية إلى العربية، وتصفح ذلك حنين بن إسحاق، فصحح الترجمة وأجازها، فما علم اصطفن من تلك الأسماء اليونانية في وقته له اسماً في اللسان العربي فسَّره بالعربية , وما لم يعلم له في اللسان العربي اسماً تركه في الكتاب على اسمه اليوناني ؛ اتكالاً منه على أن يبعث الله بعده من يعرف ذلك ويفسره باللسان العربي .
إذ التسمية لا تكون إلاَّ بالتواطؤ مع أهل كل بلد على أعيان الأدوية بما رأوا، وأن يسموا ذلك إما باشتقاق وإما بغير ذلك من تواطئهم على التسمية , فاتكلَّ اصطفن على شخوص يأتون بعده ممن قد عرف أعيان الأدوية التي لم يعرف هو لها اسماً في وقته فيسميها على قدر ما سمع في ذلك الوقت، كما ورد في كتاب ابن أبي أصيبعة.
وانتقل الكتاب إلى الأندلس ثم أهدى ملك القسطنطينة إلى الملك الناصر عبد الرحمن بن محمد بالأندلس هدايا منها كتاب ديسقوريدس مكتوباً بالإغريقية , وأرسل إليه بعد ذلك راهباً يدعى نيقولا تعاون هو وجماعة من الأطباء الأندلسيين في تفسير عقاقير كتاب ديسقوريدس والدلالة على أعيانها.
وألَّف ابن جلجل الذي أدرك الراهب نيقولا وجماعته وصحبهم كتاباً في "تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس". ولسنا نعرف بالضبط هل ترجم كتاب ديسقوريدس ترجمة جديدة بالأندلس، أو بقي الاعتماد على ترجمة اصطفن وتصحيح حنين لها.
وكان كتاب ديسقوريدس قد نقله حنين بن إسحاق من اليونانية إلى السريانية أيضاً لرئيس الأطباء بختيشوع بن جبريل، ثم نقل الكتاب من السريانية إلى العربية أبو سالم الملطي نقلاً فيه شيء من اللكنة السريانية في زمن السلطان ألبي بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق أحد الملوك التركمانيين في ديار بكر وماردين وميافارقين في القرن السادس الهجري , ولما لم تكن الترجمة واضحة ولا سليمة كلف السلطان نفسه مهران بن منصور بن مهران أن ينقله مرة جديدة إلى العربية نقلاً سليماً ودقيقاً.
وأيَّاً كان الأمر فإن كتاب الطبيب الشامي الذي كتبه بالإغريقية غدا مصدراً مهماً بعده لجالينوس وليحيى النحوي ولأمثالهما في الحضارة الإغريقية المتأخرة ثم للعلماء والأطباء العرب في المشرق والمغرب , فألفوا في الأدوية المفردة كتباً استفادوا فيها من كتاب الطبيب الشامي العين زربي , وزادوا فيها عليه ما عرفوه بأنفسهم ومارسوه بخبرتهم.
وحنين بن إسحاق هذا الذي مرّ ذكره آنفاً هو تلميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي لزمه حتى برع في لسان العرب "ثم اختير للترجمة واؤتمن عليها وكان المتخير لها جعفر المتوكل على الله , ووضع له كتَّاباً نحارير عالمين بالترجمة كانوا يترجمون , ويتصفح حنين ما ترجموا كاصطفن بن يسيل وحبيش (بن الحسن الدمشقي وهو ابن أخت حنين) وموسى بن أبي خالد الترجمان ويحيى بن هارون، كما يذكر ابن جلجل في كتابه "طبقات الأطباء والحكماء".
هذه العلوم المنقولة إلى العربية غدت بالتهذيب واضحة المعاني , جلية الدلالة , جيدة البيان , فلما وصلت إلى الأجيال التالية وجدوا فيها معيناً عذباً أمدّ عقولهم وغذّى قرائحهم , فاستفاضت البحوث , وتعاظم التقدم لأن المهم في التعريب إنما هو الفكر العلمي , وغرسه في اللغة المنقول إليها ليزدهر ويؤتي ثماراً جديدة شهية.
ولقد ناسبت اللغة العربية هذا النقل حتى إن تلك العلوم أنافت بحللها العربية الجديدة الدقيقة على ما كانت عليه في اللغات السابقة.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar