الانتفاضة المباركة
والاستمرارية وترسيخها لحقيقة بارزة مفادها أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والجليل والمثلث والنقب بدا أكثر من أي وقت مضى موحدًا في مواجهة الاحتلال ورفضه.
وإذا كان العمل النضالي الجماهيري قبل الانتفاضة بقي في طور التشكيل وحمل في أحشائه بذور التجدد، والتطور وتجذر في بؤر رئيسية احتضنته وشكلته وأهمها: المعتقلات والجامعات والمخيمات.
فإن الانتفاضة أدت إلى أن تنتشر المساهمة والمشاركة في النضال أفقيًا وعموديًا، وقد اكتسبت الانتفاضة قوتها وزخمها وديمومتها من اتساع حجم المشاركة الجماهيرية في مختلف فعالياتها فقد انضوى تحت لواء الانتفاضة كافة الأجيال وشارك في حمل مسؤولياتها كافة القوى والتنظيمات الفلسطينية بمختلف توجهاتها ا.
التلاحم الاجتماعي
حفلت بالانتفاضة مظاهر عديدة وملموسة خصوصًا في ميدان العلاقات الاجتماعية فبالرغم مما أحدثه الاحتلال من تغييرات جوهرية على البنية الاجتماعية الفلسطينية وتكسيره لنسق تطورها إلا أن المجتمع الفلسطيني الذي تميز بالحيوية والقدرة على تكييف أوضاعه استطاع أن يفرز شكلًا اجتماعيًا داخليًا يتسم بالتلاحم مع الذات وضد الآخر "الخصم".
وأعطت
الانتفاضة مضمونًا جديدًا وفعالاً لشكل العلاقات الأسرية والعائلية باتجاه أكثر عمومية وشمولية وطنية فقد انفتحت الأسرة على محيطها أكثر كما أن الشعور الجماعي بالاستهداف عزز الترابط العضوي واللحمة بين وحدات البنية الاجتماعية الفلسطينية، ووظف جسم العائلة والعشيرة، وهي تنظيم عنيد في المجتمع لصالح الموقف الوطني، وعلى حساب رابطة الدم (مثلاً أسرة تتخلى عن أحد أفرادها العملاء، وتهدر دمه وتشارك في إعدامه أو كبير عشيرة يأمر أحد أبنائها الالتزام بالمراسيم التي حررتها الانتفاضة للزواج والمهر علمًا بأن شكلها القديم كان يعبر عن مكانه العشيرة).
وكان للحراك النضالي المتصاعد الذي أحدثته الانتفاضة بمشاركة شاملة لمختلف الشرائح أثرًا في تجاوز الفوارق الشكلية اجتماعيًا وسياسيًا أيضًا على صعيد الفصائل والقوى لصالح صيغة أكثر لحمة وائتلافًا وتقاربًا وعضوية فعند محاصرة قرية تهب القرى المجاورة لدعمها بكل ما تملك نضاليًا وغذائيًا، ويقوم التجار وأصحاب العقارات بتخفيف إيجارات العقارات وعدم استغلالهم للأوضاع لرفع الأسعار والتزامهم بالبرنامج الذي تقره القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة.
وفي هذا الإطار أعطت الانتفاضة للروابط والمشاريع الدينية بعدًا وطنيًا فاعلاً وداعمًا للانتفاضة فعلى مستوى الشعب نلاحظ أن المقدسات الإسلامية والمسيحية وضرورة تحريرها قد لعبت دورًا في تعزيز مشاركتها بالنضال بحيث لعبت المساجد والكنائس دورًا بارزًا في النضال المستمر ضد الاحتلال، وشكلت منابر تعبوية للجماهير، فبناء على توجيهات القيادة الموحدة تذهب الجماهير إلى الجوامع والكنائس أيام الجمع والآحاد كي تتحول الصلوات إلى مظاهرات حاشدة ضد الاحتلال، وهذا الدور الذي أعطته الانتفاضة لها قد عزز من ذوبان الفوارق الشكلية بين كافة الانتماءات الأيديولوجية والسياسية والمذهبية، ودعم تنامي العلاقات المبنية على أسس وطنية واضحة كفاحية تخدم حشد كافة الإمكانيات والطاقات في وجه الاحتلال.
تحول نحو العمومية
أحدثت الانتفاضة تحولات وتغيرات في العلاقات والبني والمفاهيم والأذهان، ولم تعد مقتصرة على بؤر نخبوية، بل أخذت طابعًا عموميًا شمل كافة مجالات المجتمع أفقيًا وعموديًا مثل:
المعتقلات: التي بناها الاحتلال بهدف قتل الإنسان الفلسطيني وقيمه النضالية و/ أو تحييده أو تخريجه بائسًا محبطًا مفسدًا لمجتمعه. وهذا النموذج من الإنسان الفلسطيني الذي حاول الاحتلال خلقه قد تحطم وفشل على صخرة إصرار المعتقلين على مواصلة المسيرة، حيث كان شعارهم الأساسي " نجوع نجوع ولا نركع".
وتحولت المعتقلات بالفعل لمدارس ثورية حقيقية، ومجتمع مصغر مقاتل، منظم بدقة وبتربية تنظيمية ووفقًا لمنهجية علمية شاملة مادية وفكرية، وشكل مئات الآلاف من الأسرى قد شكلوا رسلاً لهذا المنهج في القرى والمخيمات والمدن والأحياء، فتفاعلت هذه التجربة الغنية مع كل المجتمع جغرافيًا وديمغرافيًا، وهو ما لعب دورًا بارزًا في إنضاج الطابع العمومي لفعاليات الانتفاضة.
الجامعات: لعبت الجامعات الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة الدور البارز في تشكيل صيغ المواجهة، وتصدرت الحركة الطلابية داخل الأرض المحتلة المسيرة، حيث لعبت دورًا بارزًا في نقل وترجمة التجربة الجامعية النضالية لفعل شعبي مؤطر على مستوى مواقع سكناهم مما ساهم بفعالية في جسر الهوة التي تحول دون دخول فكرة المقاومة ومقارعة الاحتلال لكل أسرة وبيت، ولعل ذلك هو دفع الاحتلال لإغلاق كل المؤسسات التعليمية في الأرض المحتلة.
المخيمات: كانت المخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع القلاع والمحطات الأوسع التي جاء تفاعلها أسرع من بقية المواقع السكانية الأخرى فجباليا وبلاطة أصبحتا رمزين واضحين للانتفاضة، وأهلتهما ظروفهما لحمل سمات الانتفاضة حتى قبل بدئها، فالفقر والاكتظاظ السكاني والحيز الضيق الذي يحوى عشرات الآلاف من السكان في ظروف معيشية صعبة للغاية على كافة الأصعدة قد أهلتها بتوفير مقومات التمرد دومًا على الاحتلال.
ومثلت المخيمات المحضن الرئيس لفعاليات الانتفاضة، وتطوير وسائلها حتى إن الاحتلال أقدم على بناء سور عال على حدود كل مخيم بالإضافة للأسلاك الشائكة وإغلاق كافة مداخلها بالجدران الأسمنتية العالية لفصلها عن المحيط الخارجي.
ولكن الممارسات الاحتلالية لم تمنع من بلورة مظاهر وتقاليد وقيم نضالية جديدة كان وراؤها إبداعات ومبادرات جماهيرية عكست مستوى عاليًا من الالتزام والانضباط الفردي والجماعي بالمقاومة، وعلى سبيل المثال عندما أقدم جيش الاحتلال على كسر أبواب المحلات التجارية محاولاً كسر برنامج القيادة الوطنية الموحدة، وبقيت هذه المحلات مفتوحة لم يتم تسجيل حادثة سرقة واحدة، بل جاء التاجر ووجد محله مغلقًا وبه مفتاحًا وقفلاً جديدين!.
نمطية جديدة من الوحدة
ونظرًا لأن الانتفاضة هي ثورة كل الشعب الفلسطيني، بكل فئاته وقواه ضد الاحتلال ومظالمه فإن التمايزات الفكرية والسياسية أصبحت أمرًا ثانويًا أمام مواجهة الاحتلال، خصوصًا وأن جنود الاحتلال عندما ينهالون بالضرب المبرح على أي مواطن فلسطيني، وقد يعتقل ويتم تكسير أطرافه بدون أي تهمة أو استفسار عن خلفيته السياسية.
وشهدت
الانتفاضة مشاركة من كل شرائح الشعب داخل كل القرى والمخيمات والمدن والأحياء وبطريقة تضامنية أربكت الاحتلال، وأضعفت بذلك الضغط عن المواقع الأكثر سخونة والمحاصرة، فالجميع يلقي الحجر والمولوتوف والمقاليع والعصي وسط أزيز الرصاص والغاز السام والطائرات وحرق البشر وهم أحياء، ولم يتخلف عن المشاركة جماهير الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 48، مما كان له مردود قوي على معنويات الشعب الفلسطيني بكامله.
وجسدت هذه السمة نمطية متطورة من الوحدة الوطنية، ليست وحدة برامجية رمادية أو وحدة قيادات أو فصائل بل هي وحدة كل الشعب في ميدان المعركة، فجاءت مدعمة بمشاركة وعلاقات وتفاعل منسجم متكامل اجتماعيًا واقتصاديًا ومعنويًا ونفسيًا وإذا كان الاحتلال قد أغلق كل المؤسسات التي تقدم خدمات للشعب بالرغم من قلة عددها وضيق حيز تفاعلها وتركزها في مناطق دون أخرى، إلا أن الضمير الجمعي الفلسطيني قد ولد سلوكًا ومعيار شاملاً عوضًا عن ذلك، مما أفشل الحصار التجويعي الذي فرضه الاحتلال على الانتفاضة.
وبالرغم من عزل الانتفاضة إعلاميًا عن محيطها والعالم فضلاً عن استمرار الاحتلال في بطشه وجبروته استطاعت العديد من المناطق أن تعلن عن نفسها كمناطق فلسطينية محررة تمارس بها سلطة الشعب وتحت الراية الفلسطينية، ويتم بها حل كافة أجهزة الإدارة المدنية وتشكيل أجهزة بديلة وطنية تمارس السلطة وتشرف على كل المجريات الحياتية وأوكلت لهذه القيادة البديلة مهمة رسم برنامج نضالها اليومي وتحديد الأسس العاملة للتحرك وأيام الإضراب الشامل.
مقاومة شعبية
طرحت الانتفاضة ومنذ لحظة تفجرها أنها قامت لتحقيق هدف جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من أراضي فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته، وفق اختياره الحر للنظام الذي يريده فيها، وأن استمراريتها مرهونة بتحقيق هذا الشرط أولاً، ونظرا لأن العدوانية والعنصرية هما ركائز الفلسفة التي تحكم (إسرائيل) وتسود فيها، فإن جيش الاحتلال رد على هذا المطلب العادل بتصعيد سياسة القبضة الحديدية وممارسة المزيد من الإرهاب والقمع والتقتيل والإبعاد والعقوبات الجماعية للشعب الفلسطيني من أجل القضاء على الانتفاضة قبل أن تنمو، ولكن الذي حدث هو العكس بفعل إرادة الصمود والإصرار الثوري الفلسطيني.
ففي ظروف تعلم الجيل الجديد من الفلسطينيين فن المقاومة بمختلف الأشكال المطلوبة واستخدمت الجماهير من امتلاكاتها الذاتية كل ما تعتقد أنه بالإمكان استخدامه سلاحًا ضد العدو مهما كان مستوى بدائيته، مثل: توزيع المنشور السياسي، وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران، والمظاهرات، والاعتصامات، والإضرابات، وإقامة الحواجز، ورمي الحجارة، وإحراق الإطارات، ورمي حبات البطاطا الممسمرة أمام السيارات العسكرية، ورفع العلم الفلسطيني فوق أسطح المنازل وعلى أعمدة الكهرباء، وإجادة الهتاف والنشيد، ورفع صور الشهداء.. إلخ.
إنجازات بارزة
ورغم الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني طوال سنوات الانتفاضة إلا أنه استطاع تحقيق العديد من الإنجازات وأهمها:
أثبت لدولة الاحتلال فشل كافة أساليبها في تركيع وإذلال هذا الشعب كما أثبت للعالم أن هناك شعبًا مظلومًا أرضه محتلة، ويريد أن يعيش حرًا مستقلاً.
فضحت الانتفاضة الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال حيث كشفت زيف ادعاءاتها المتعلقة بالمدنية والديموقراطية وأظهرت مدى اغتصابها وقهرها للآخرين.
ووجهت ضربة قوية لمظاهر الاحتلال ومؤسساته وخصوصًا الجواسيس والعملاء المتعاونين مع الأجهزة الإسرائيلية.
وعالجت
بكثير من النجاح مظاهر الفساد الأخلاقي والاجتماعي، وتضاعفت مظاهر التدين، وتحقق قدر عال من التراحم والتكافل وظهر جيل جديد يمتاز بالشجاعة والثقة بالنفس والاستعداد للتضحية والاستشهاد.
كما عادت القضية الفلسطينية لتتصدر قائمة الاهتمامات الدولية، ولتثبت أنها تستعصي على الضياع أو الذوبان.
والاستمرارية وترسيخها لحقيقة بارزة مفادها أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والجليل والمثلث والنقب بدا أكثر من أي وقت مضى موحدًا في مواجهة الاحتلال ورفضه.
وإذا كان العمل النضالي الجماهيري قبل الانتفاضة بقي في طور التشكيل وحمل في أحشائه بذور التجدد، والتطور وتجذر في بؤر رئيسية احتضنته وشكلته وأهمها: المعتقلات والجامعات والمخيمات.
فإن الانتفاضة أدت إلى أن تنتشر المساهمة والمشاركة في النضال أفقيًا وعموديًا، وقد اكتسبت الانتفاضة قوتها وزخمها وديمومتها من اتساع حجم المشاركة الجماهيرية في مختلف فعالياتها فقد انضوى تحت لواء الانتفاضة كافة الأجيال وشارك في حمل مسؤولياتها كافة القوى والتنظيمات الفلسطينية بمختلف توجهاتها ا.
التلاحم الاجتماعي
حفلت بالانتفاضة مظاهر عديدة وملموسة خصوصًا في ميدان العلاقات الاجتماعية فبالرغم مما أحدثه الاحتلال من تغييرات جوهرية على البنية الاجتماعية الفلسطينية وتكسيره لنسق تطورها إلا أن المجتمع الفلسطيني الذي تميز بالحيوية والقدرة على تكييف أوضاعه استطاع أن يفرز شكلًا اجتماعيًا داخليًا يتسم بالتلاحم مع الذات وضد الآخر "الخصم".
وأعطت
الانتفاضة مضمونًا جديدًا وفعالاً لشكل العلاقات الأسرية والعائلية باتجاه أكثر عمومية وشمولية وطنية فقد انفتحت الأسرة على محيطها أكثر كما أن الشعور الجماعي بالاستهداف عزز الترابط العضوي واللحمة بين وحدات البنية الاجتماعية الفلسطينية، ووظف جسم العائلة والعشيرة، وهي تنظيم عنيد في المجتمع لصالح الموقف الوطني، وعلى حساب رابطة الدم (مثلاً أسرة تتخلى عن أحد أفرادها العملاء، وتهدر دمه وتشارك في إعدامه أو كبير عشيرة يأمر أحد أبنائها الالتزام بالمراسيم التي حررتها الانتفاضة للزواج والمهر علمًا بأن شكلها القديم كان يعبر عن مكانه العشيرة).
وكان للحراك النضالي المتصاعد الذي أحدثته الانتفاضة بمشاركة شاملة لمختلف الشرائح أثرًا في تجاوز الفوارق الشكلية اجتماعيًا وسياسيًا أيضًا على صعيد الفصائل والقوى لصالح صيغة أكثر لحمة وائتلافًا وتقاربًا وعضوية فعند محاصرة قرية تهب القرى المجاورة لدعمها بكل ما تملك نضاليًا وغذائيًا، ويقوم التجار وأصحاب العقارات بتخفيف إيجارات العقارات وعدم استغلالهم للأوضاع لرفع الأسعار والتزامهم بالبرنامج الذي تقره القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة.
وفي هذا الإطار أعطت الانتفاضة للروابط والمشاريع الدينية بعدًا وطنيًا فاعلاً وداعمًا للانتفاضة فعلى مستوى الشعب نلاحظ أن المقدسات الإسلامية والمسيحية وضرورة تحريرها قد لعبت دورًا في تعزيز مشاركتها بالنضال بحيث لعبت المساجد والكنائس دورًا بارزًا في النضال المستمر ضد الاحتلال، وشكلت منابر تعبوية للجماهير، فبناء على توجيهات القيادة الموحدة تذهب الجماهير إلى الجوامع والكنائس أيام الجمع والآحاد كي تتحول الصلوات إلى مظاهرات حاشدة ضد الاحتلال، وهذا الدور الذي أعطته الانتفاضة لها قد عزز من ذوبان الفوارق الشكلية بين كافة الانتماءات الأيديولوجية والسياسية والمذهبية، ودعم تنامي العلاقات المبنية على أسس وطنية واضحة كفاحية تخدم حشد كافة الإمكانيات والطاقات في وجه الاحتلال.
تحول نحو العمومية
أحدثت الانتفاضة تحولات وتغيرات في العلاقات والبني والمفاهيم والأذهان، ولم تعد مقتصرة على بؤر نخبوية، بل أخذت طابعًا عموميًا شمل كافة مجالات المجتمع أفقيًا وعموديًا مثل:
المعتقلات: التي بناها الاحتلال بهدف قتل الإنسان الفلسطيني وقيمه النضالية و/ أو تحييده أو تخريجه بائسًا محبطًا مفسدًا لمجتمعه. وهذا النموذج من الإنسان الفلسطيني الذي حاول الاحتلال خلقه قد تحطم وفشل على صخرة إصرار المعتقلين على مواصلة المسيرة، حيث كان شعارهم الأساسي " نجوع نجوع ولا نركع".
وتحولت المعتقلات بالفعل لمدارس ثورية حقيقية، ومجتمع مصغر مقاتل، منظم بدقة وبتربية تنظيمية ووفقًا لمنهجية علمية شاملة مادية وفكرية، وشكل مئات الآلاف من الأسرى قد شكلوا رسلاً لهذا المنهج في القرى والمخيمات والمدن والأحياء، فتفاعلت هذه التجربة الغنية مع كل المجتمع جغرافيًا وديمغرافيًا، وهو ما لعب دورًا بارزًا في إنضاج الطابع العمومي لفعاليات الانتفاضة.
الجامعات: لعبت الجامعات الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة الدور البارز في تشكيل صيغ المواجهة، وتصدرت الحركة الطلابية داخل الأرض المحتلة المسيرة، حيث لعبت دورًا بارزًا في نقل وترجمة التجربة الجامعية النضالية لفعل شعبي مؤطر على مستوى مواقع سكناهم مما ساهم بفعالية في جسر الهوة التي تحول دون دخول فكرة المقاومة ومقارعة الاحتلال لكل أسرة وبيت، ولعل ذلك هو دفع الاحتلال لإغلاق كل المؤسسات التعليمية في الأرض المحتلة.
المخيمات: كانت المخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع القلاع والمحطات الأوسع التي جاء تفاعلها أسرع من بقية المواقع السكانية الأخرى فجباليا وبلاطة أصبحتا رمزين واضحين للانتفاضة، وأهلتهما ظروفهما لحمل سمات الانتفاضة حتى قبل بدئها، فالفقر والاكتظاظ السكاني والحيز الضيق الذي يحوى عشرات الآلاف من السكان في ظروف معيشية صعبة للغاية على كافة الأصعدة قد أهلتها بتوفير مقومات التمرد دومًا على الاحتلال.
ومثلت المخيمات المحضن الرئيس لفعاليات الانتفاضة، وتطوير وسائلها حتى إن الاحتلال أقدم على بناء سور عال على حدود كل مخيم بالإضافة للأسلاك الشائكة وإغلاق كافة مداخلها بالجدران الأسمنتية العالية لفصلها عن المحيط الخارجي.
ولكن الممارسات الاحتلالية لم تمنع من بلورة مظاهر وتقاليد وقيم نضالية جديدة كان وراؤها إبداعات ومبادرات جماهيرية عكست مستوى عاليًا من الالتزام والانضباط الفردي والجماعي بالمقاومة، وعلى سبيل المثال عندما أقدم جيش الاحتلال على كسر أبواب المحلات التجارية محاولاً كسر برنامج القيادة الوطنية الموحدة، وبقيت هذه المحلات مفتوحة لم يتم تسجيل حادثة سرقة واحدة، بل جاء التاجر ووجد محله مغلقًا وبه مفتاحًا وقفلاً جديدين!.
نمطية جديدة من الوحدة
ونظرًا لأن الانتفاضة هي ثورة كل الشعب الفلسطيني، بكل فئاته وقواه ضد الاحتلال ومظالمه فإن التمايزات الفكرية والسياسية أصبحت أمرًا ثانويًا أمام مواجهة الاحتلال، خصوصًا وأن جنود الاحتلال عندما ينهالون بالضرب المبرح على أي مواطن فلسطيني، وقد يعتقل ويتم تكسير أطرافه بدون أي تهمة أو استفسار عن خلفيته السياسية.
وشهدت
الانتفاضة مشاركة من كل شرائح الشعب داخل كل القرى والمخيمات والمدن والأحياء وبطريقة تضامنية أربكت الاحتلال، وأضعفت بذلك الضغط عن المواقع الأكثر سخونة والمحاصرة، فالجميع يلقي الحجر والمولوتوف والمقاليع والعصي وسط أزيز الرصاص والغاز السام والطائرات وحرق البشر وهم أحياء، ولم يتخلف عن المشاركة جماهير الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 48، مما كان له مردود قوي على معنويات الشعب الفلسطيني بكامله.
وجسدت هذه السمة نمطية متطورة من الوحدة الوطنية، ليست وحدة برامجية رمادية أو وحدة قيادات أو فصائل بل هي وحدة كل الشعب في ميدان المعركة، فجاءت مدعمة بمشاركة وعلاقات وتفاعل منسجم متكامل اجتماعيًا واقتصاديًا ومعنويًا ونفسيًا وإذا كان الاحتلال قد أغلق كل المؤسسات التي تقدم خدمات للشعب بالرغم من قلة عددها وضيق حيز تفاعلها وتركزها في مناطق دون أخرى، إلا أن الضمير الجمعي الفلسطيني قد ولد سلوكًا ومعيار شاملاً عوضًا عن ذلك، مما أفشل الحصار التجويعي الذي فرضه الاحتلال على الانتفاضة.
وبالرغم من عزل الانتفاضة إعلاميًا عن محيطها والعالم فضلاً عن استمرار الاحتلال في بطشه وجبروته استطاعت العديد من المناطق أن تعلن عن نفسها كمناطق فلسطينية محررة تمارس بها سلطة الشعب وتحت الراية الفلسطينية، ويتم بها حل كافة أجهزة الإدارة المدنية وتشكيل أجهزة بديلة وطنية تمارس السلطة وتشرف على كل المجريات الحياتية وأوكلت لهذه القيادة البديلة مهمة رسم برنامج نضالها اليومي وتحديد الأسس العاملة للتحرك وأيام الإضراب الشامل.
مقاومة شعبية
طرحت الانتفاضة ومنذ لحظة تفجرها أنها قامت لتحقيق هدف جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من أراضي فلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته، وفق اختياره الحر للنظام الذي يريده فيها، وأن استمراريتها مرهونة بتحقيق هذا الشرط أولاً، ونظرا لأن العدوانية والعنصرية هما ركائز الفلسفة التي تحكم (إسرائيل) وتسود فيها، فإن جيش الاحتلال رد على هذا المطلب العادل بتصعيد سياسة القبضة الحديدية وممارسة المزيد من الإرهاب والقمع والتقتيل والإبعاد والعقوبات الجماعية للشعب الفلسطيني من أجل القضاء على الانتفاضة قبل أن تنمو، ولكن الذي حدث هو العكس بفعل إرادة الصمود والإصرار الثوري الفلسطيني.
ففي ظروف تعلم الجيل الجديد من الفلسطينيين فن المقاومة بمختلف الأشكال المطلوبة واستخدمت الجماهير من امتلاكاتها الذاتية كل ما تعتقد أنه بالإمكان استخدامه سلاحًا ضد العدو مهما كان مستوى بدائيته، مثل: توزيع المنشور السياسي، وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران، والمظاهرات، والاعتصامات، والإضرابات، وإقامة الحواجز، ورمي الحجارة، وإحراق الإطارات، ورمي حبات البطاطا الممسمرة أمام السيارات العسكرية، ورفع العلم الفلسطيني فوق أسطح المنازل وعلى أعمدة الكهرباء، وإجادة الهتاف والنشيد، ورفع صور الشهداء.. إلخ.
إنجازات بارزة
ورغم الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني طوال سنوات الانتفاضة إلا أنه استطاع تحقيق العديد من الإنجازات وأهمها:
أثبت لدولة الاحتلال فشل كافة أساليبها في تركيع وإذلال هذا الشعب كما أثبت للعالم أن هناك شعبًا مظلومًا أرضه محتلة، ويريد أن يعيش حرًا مستقلاً.
فضحت الانتفاضة الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال حيث كشفت زيف ادعاءاتها المتعلقة بالمدنية والديموقراطية وأظهرت مدى اغتصابها وقهرها للآخرين.
ووجهت ضربة قوية لمظاهر الاحتلال ومؤسساته وخصوصًا الجواسيس والعملاء المتعاونين مع الأجهزة الإسرائيلية.
وعالجت
بكثير من النجاح مظاهر الفساد الأخلاقي والاجتماعي، وتضاعفت مظاهر التدين، وتحقق قدر عال من التراحم والتكافل وظهر جيل جديد يمتاز بالشجاعة والثقة بالنفس والاستعداد للتضحية والاستشهاد.
كما عادت القضية الفلسطينية لتتصدر قائمة الاهتمامات الدولية، ولتثبت أنها تستعصي على الضياع أو الذوبان.
الأحد 16 مارس - 16:45 من طرف love for ever
» عالم مصريات ألماني يضع نظرية جديدة عن أصل الاهرام
الثلاثاء 24 ديسمبر - 9:08 من طرف adel.ebied.14
» فرح جامد آخر حاجه
الأحد 11 مارس - 7:46 من طرف عمرو سليم
» ملحمة الثورة في السويس
الأربعاء 27 أبريل - 3:54 من طرف عادل
» موقعة الجمل 2-2-2011
الأحد 24 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» معركة قصر النيل في يوم جمعة الشهداء (الغضب) 28 -1 - 2011
السبت 23 أبريل - 3:10 من طرف عادل
» احداث يوم 25 يناير في ميدان المطرية
السبت 23 أبريل - 1:24 من طرف عادل
» تفاصيل يوم الغضب "25 يناير" لحظة بلحظة
السبت 23 أبريل - 1:20 من طرف عادل
» كتاب حقيقة البهائية لدكتور مصطفى محمود
الجمعة 22 أبريل - 8:01 من طرف هشام الصفطي
» لماذا قامت الثورة ؟
الخميس 21 أبريل - 7:51 من طرف Marwan(Mark71)
» مواهب خرجت من رحم الثورة
الخميس 21 أبريل - 2:55 من طرف سعاد خليل
» تفاصيل يوم الغضب الثالث "27 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:52 من طرف صبري محمود
» تفاصيل يوم الغضب الثاني "26 يناير" لحظة بلحظة
الأربعاء 20 أبريل - 3:39 من طرف صبري محمود
» مصابي موقعة الجمل في يوم 2-2- 2011
الثلاثاء 19 أبريل - 13:24 من طرف عادل
» الثورة المصرية بالطريقة الهتلرية
الثلاثاء 19 أبريل - 13:19 من طرف عادل
» المتحولون
الثلاثاء 19 أبريل - 10:28 من طرف عادل
» دعوات للنزول للمشاركة في يوم 25
الإثنين 18 أبريل - 20:51 من طرف عادل
» لقاءات مع بعض الثوار بعيدا عن برامج التوك شو
الإثنين 18 أبريل - 0:15 من طرف عادل
» الثورة الضاحكة ( مواقف وطرائف )
الأحد 17 أبريل - 23:20 من طرف عادل
» يوميات الثورة فيلم وثائقي من انتاج bbc
الأحد 17 أبريل - 20:21 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في سوهاج
الأحد 17 أبريل - 20:07 من طرف عادل
» احداث ثلاثاء الصمود 8-2-2011 في مدينة جرجا بسوهاج
الأحد 17 أبريل - 19:54 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في محطة الرمل بالاسكندرية
الأحد 17 أبريل - 4:00 من طرف عادل
» احداث يوم الغضب 25 يناير في شبرا
الأحد 17 أبريل - 2:12 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في شبرا
الأحد 17 أبريل - 1:36 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في حدائق القبة
الأحد 17 أبريل - 0:44 من طرف عادل
» احداث يوم جمعة الشهداء ( الغضب ) في ميدان المطرية
الأحد 17 أبريل - 0:10 من طرف عادل
» يوم 24 يناير ما قبل ساعة الصفر
الخميس 14 أبريل - 21:45 من طرف عادل
» اول ساعة ثورة
الخميس 14 أبريل - 20:47 من طرف عادل
» ثم ماذا بعد ؟
الخميس 14 أبريل - 19:18 من طرف عادل
» ذكريات اول ايام الثورة
الخميس 14 أبريل - 19:13 من طرف عادل
» ندااااااااء
الخميس 23 ديسمبر - 13:58 من طرف love for ever
» دحمبيش الغربيه
الخميس 23 ديسمبر - 13:53 من طرف love for ever
» الحجاب والنقاب في مصر
الخميس 23 ديسمبر - 13:52 من طرف love for ever
» كل سنه وكلكوا طيبيبن
الإثنين 15 نوفمبر - 13:44 من طرف love for ever
» لماذا الصمت والسكوت عن هؤلاء
الأحد 31 أكتوبر - 5:57 من طرف هادي
» شخصيات خلبية وهزلية
الأحد 31 أكتوبر - 5:47 من طرف هادي
» msakr2006
السبت 30 أكتوبر - 5:49 من طرف marmar
» ente7ar007
السبت 30 أكتوبر - 5:46 من طرف marmar
» Nancy
السبت 30 أكتوبر - 5:44 من طرف marmar
» waleed ali
السبت 30 أكتوبر - 5:42 من طرف marmar
» hamedadelali
السبت 30 أكتوبر - 5:41 من طرف marmar
» ياسر عشماوى عبدالفتاح
السبت 30 أكتوبر - 5:39 من طرف marmar
» علي عبد الله رحاحلة
السبت 30 أكتوبر - 5:38 من طرف marmar
» sheriefadel
السبت 30 أكتوبر - 5:36 من طرف marmar
» خالد احمد عدوى
السبت 30 أكتوبر - 5:33 من طرف marmar
» khaled
السبت 30 أكتوبر - 5:29 من طرف marmar
» yasser attia
السبت 30 أكتوبر - 5:28 من طرف marmar
» abohmaid
السبت 30 أكتوبر - 5:26 من طرف marmar
» ملك الجبل
السبت 30 أكتوبر - 5:24 من طرف marmar
» elcaptain
السبت 30 أكتوبر - 5:21 من طرف marmar
» حاتم حجازي
السبت 30 أكتوبر - 5:20 من طرف marmar
» aka699
السبت 30 أكتوبر - 5:19 من طرف marmar
» wasseem
السبت 30 أكتوبر - 5:16 من طرف marmar
» mohammedzakarea
السبت 30 أكتوبر - 5:14 من طرف marmar
» حيدر
السبت 30 أكتوبر - 5:12 من طرف marmar
» hamadafouda
السبت 30 أكتوبر - 5:10 من طرف marmar
» كل سنه وألأمه الأسلاميه بخير
الجمعة 24 سبتمبر - 4:02 من طرف love for ever
» same7samir
الأحد 18 يوليو - 9:26 من طرف love for ever
» تامر الباز
الجمعة 9 يوليو - 7:31 من طرف love for ever
» تعالوا نلضم اسمينا الفلة جنب الياسمينا
الجمعة 11 يونيو - 7:37 من طرف love for ever
» امجد
الأحد 16 مايو - 8:42 من طرف marmar
» ahmedelmorsi
الأحد 16 مايو - 8:40 من طرف marmar
» محمد امين
الأحد 16 مايو - 8:38 من طرف marmar
» MrMoha12356
الأحد 16 مايو - 8:36 من طرف marmar
» نوسه الحلو
الأحد 16 مايو - 8:34 من طرف marmar
» ibrahem545
الأحد 16 مايو - 8:32 من طرف marmar
» يوسف محمد السيد
الأحد 16 مايو - 8:30 من طرف marmar
» memo
الأحد 16 مايو - 8:27 من طرف marmar
» هاكلن
الأحد 16 مايو - 8:25 من طرف marmar
» لماذا نريد التغيير
السبت 15 مايو - 22:02 من طرف نرمين عبد الله
» دعوة للتوقيع "فعليا" على بيان الجمعية الوطنية للتغيير
السبت 15 مايو - 8:13 من طرف طائر الليل الحزين
» السياسيون والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 5:40 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود 2
الخميس 13 مايو - 3:07 من طرف osman_hawa
» الفساد في مصر بلا حدود
الخميس 13 مايو - 2:56 من طرف osman_hawa
» العمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 2:23 من طرف osman_hawa
» رجال الأعمال والتغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:43 من طرف osman_hawa
» الطلبة و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 1:16 من طرف osman_hawa
» الأدباء و التغيير السياسي في مصر
الخميس 13 مايو - 0:57 من طرف osman_hawa
» فلاحون مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:41 من طرف osman_hawa
» علماء مصر و التغيير السياسي
الخميس 13 مايو - 0:30 من طرف osman_hawa
» معا ننقذ فؤادة
الإثنين 26 أبريل - 21:49 من طرف marmar
» وثيقة المثقفين لتأييد البرادعى
الإثنين 26 أبريل - 5:34 من طرف طائر الليل الحزين
» نوام بالبرطمان يطالبون باطلاق الرصاص علي المطالبين بالاصلاحات الدستورية
الإثنين 26 أبريل - 4:28 من طرف طائر الليل الحزين
» أول مناظرة رئاسية بين أيمن نور وحمدين صباحي
الإثنين 26 أبريل - 4:17 من طرف طائر الليل الحزين
» لقاءقناة العربيه مع الدكتور محمد البرادعي
الإثنين 26 أبريل - 2:31 من طرف طائر الليل الحزين
» مبارك يهنئ إسرائيل بعيد تأسيسها واحتلال فلسطين وهزيمتها لمصر
الجمعة 23 أبريل - 11:33 من طرف love for ever
» حوده
الخميس 22 أبريل - 10:47 من طرف marmar
» وليد الروبى
الخميس 22 أبريل - 7:55 من طرف اشرف
» dr.nasr
الخميس 22 أبريل - 7:52 من طرف اشرف
» المشير أحمد إسماعيل
الإثنين 19 أبريل - 9:44 من طرف osman_hawa
» تحية اعزاز وتقدير في يوم العزة والكرامة, الي شهداء 10 رمضان
الإثنين 19 أبريل - 9:03 من طرف osman_hawa
» wessam
الإثنين 19 أبريل - 7:26 من طرف اشرف
» عذب ابها
الإثنين 19 أبريل - 7:23 من طرف اشرف
» soma
الإثنين 19 أبريل - 7:22 من طرف اشرف
» islam abdou
الإثنين 19 أبريل - 7:18 من طرف اشرف
» رسالة ترحيب
الإثنين 19 أبريل - 7:05 من طرف marmar
» الحقيقة حول ما حدث يوم 6 ابريل
السبت 17 أبريل - 10:44 من طرف marmar
» اصول العقائد البهائيه
السبت 17 أبريل - 10:20 من طرف marmar